كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد الحادي والتسعون بعد السبعمائة (¬1)، (¬2)
تَزَوَّدْ مِثْلَ زَادِ أَبِيكَ فِينَا ... فَنِعْمَ الزَّادُ زَادُ أَبِيكَ زَادَا
أقول: قائله هو جرير، وهو من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، وقبله هو قوله (¬3):
1 - منْ عَبْدِ العَزِيزِ لَقِيتُ بَحْرًا ... إِذَا نَقَصَ البُحُورُ المَدِّ زَادَا
2 - فَسُدْتَ النَّاسَ قَبْلَ سِنِينَ عَشْرًا ... كَذَاكَ أَبُوكَ قَبْلَ العَشْرِ سَادَا
3 - وَثَبْتُ الفُرُوع فَهُنَّ خُضْرٌ ... وَلَوْ لَمْ تُحْيِي أَصْلَهُمْ لَبَادَا
4 - تزود مثل ............... ... ...................... إلى آخره
وبعده:
5 - فَمَا كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وابْنُ سعْدَى ... بِأَجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرَ الجَوَادَا
وهي من الوافر قوله: "تزود": أمر من تزود يتزود تزودًا، والباقي ظاهر.
الإعراب:
قوله: "تزود": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت المستتر فيه، قوله: "مثل زاد": كلام إضافي نصب على أنه صفة لمصدر محذوف، أي: تزود تزودًا مثل زاد، و "أبيك" أيضًا؛ كلام إضافي مجرور بإضافة زاد إليه، ويقال: "مثل": نصب على الحال من زاد لأنه نعت نكرة تقدم عليها.
قوله: "فينا": يتعلق بقوله: "زادًا" لأنه في الأصل مصدر، قاله الفراء (¬4)، قوله: "فنعم الزاد": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "زاد أبيك": كلام إضافي مخصوص بالمدح وهو مبتدأ،
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (3/ 91)، وشرح ابن عقيل (3/ 164)، وموضع البيت بياض في (أ).
(¬2) البيت من بحر الوافر، من قصيدة لجرير بن عطية يمدح بها عمر بن عبد العزيز (ديوانه (118) ط. دار المعارف) وانظر بيت الشاهد في الديوان بشرح مهدي ناصر (105) وبيت الشاهد فقط هو الذي في الديوان، وباقي الأبيات غير موجودة في نفس الصفحة، والمقتضب (2/ 150)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 15)، والمغني (462)، والخصائص (1/ 83، 396)، وشواهد التوضيح (109)، وابن يعيش (7/ 132)، وشرح شواهد المغني (75)، والخزانة (9/ 394، 399).
(¬3) الديوان بشرح مهدي ناصر (105) وبيت الشاهد فقط هو الذي في الديوان وباقي الأبيات غير موجودة في الديوان، و (117) ط. دار المعارف، تحقيق: د. نعمان طه، وإن كانت الأبيات غير موجودة في ذلك الموضع لكنها في (1056).
(¬4) قال ابن يعيش: "ويجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا محذوف الزوائد، والمراد: تزود تزودًا وهو قول الفراء". ينظر ابن يعيش (7/ 133).