كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد الأول بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
ولَا عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ قَطُوفَهَا ... سَرِيعٌ وَأَنْ لَا شَيءَ مِنْهُنَّ أَكْسَلُ
أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان، وهو من قصيدة لامية طويلة من الطويل، وأولها هو قوله (¬3):
1 - أَللرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الماءَ تَهْمُلُ ... رِشَاشًا كما اسْتَنَّ الجُمَانُ المُفَصَّلُ
2 - لِعِرْفَانِ أَطْلَالٍ كَأنَّ رُسُومَهَا ... بِوَهْبَيِنْ وَشْيٌ أَوْ رِدَاءٌ مُسَلْسَلُ
إلى أن قال:
3 - قِصَارُ الخُطَا يَمْشِينَ هَوْنًا كَأَنَّهَا ... دَبِيبُ القَطَا بَلْ هُنَّ فيِ الوَعْثِ أَوْحَلُ
4 - إِذَا نَهَضَتْ أَعْجَازُهَا خَرَجَتْ بِهَا ... بِمُبتَهِرَاتٍ غَيْرَ أَنْ لا تَخَزَّلُ
5 - ولا عيب فيها ............. ... ........................... إلى آخره
1 - قوله: "تهمل" أي: تسيل، و"الرشاش" بالفتح؛ ما ترشش من الدمع ومن الدم -أيضًا-، قوله: "كما استن الجمان"، أي: كما تفرق بعد انقطاع سلكها، و"الجمان": جمع جمانة وهي حبة من فضة كالدرة.
2 - و"الأطلال": جمع طلل الدار، وهو ما شخص من آثارها.
3 - و"الوعث": المكان اللين.
4 - و"مبتهرات": من البهر وهو العجب، قوله: "تخزل" بالخاء المعجمة والزاي المعجمة - أيضًا؛ من الخوزلى وهي مشية فيها تفكك.
5 - قوله: "أن قطوفها" بفتح القاف، وهو المتقارب الخطو.
¬__________
= ولكن يجب تقديم من ومجرورها على أفعل التفضيل إذا كان المجرور اسم استفهام أو مضافًا إلى اسم استفهام مثل: ممن أنت أشرف؟ ومن غلام أيهم أنت أحسن، وإن ورد تقديم من ومجرورها في غير ذلك كان شاذًّا أو نادرًا كالبيت. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 54)، وشرح الأشموني (3/ 51، 52)، وتوضيح المقاصد (3/ 126).
(¬1) ابن الناظم (189)، وشرح ابن عقيل (3/ 185)، ورواية البيت في النسخة (أ).
......................... ... سريعها قطوف ..............
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل ووصف النساء، لذي الرمة، انظر ديوانه (3/ 1600)، تحقيق: عبد القدوس، وانظره في تذكرة النحاة (47)، وشرح عمدة الحافظ (765)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 54)، وشرح الأشموني (3/ 39).
(¬3) ينظر الديوان (208).

الصفحة 1540