كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

والبيت المستشهد به هكذا وقع في نسخة ابن الناظم، وليس كذلك في ديوان ذي الرمة بل فيه:
.................... غير أن سريعها ... قطوف ..........................
والمعنى عليه، فافهم.
الإعراب:
قوله: "ولا عيب" كلمة لا لنفي الجنس، و"عيب": مبني على الفتح اسمها، والخبر محذوف تقديره: ولا عيب حاصل فيها، والجار والمجرور يتعلق بالمحذوف، والضمير يرجع إلى النساء المذكورات في أول القصيدة، قوله: "غير": نصب على الاستثناء، و"قطوفها": كلام إضافي اسم إن، و"سريع": خبرها، وهذا من قبيل تأكيد المدح بما يشبه الذم نحو قوله (¬1):
وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قرَاعِ الكَتَائِبِ
قوله: "وأن لا شيء": عطف على قوله: "أن قطوفها".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "منهن أكسل" حيث قدم المجرور بمن على أفعل التفضيل وهو أكسل، والتقدير: وأن لا شيء أكسل منهن، وارتفاع الأكسل على الخبرية (¬2).

الشاهد الثاني بعد الثمانمائة (¬3)، (¬4)
لَأُكْلَةٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ ... أَلْيَنُ مَسًّا فِي حَشَايَا البَطْنِ
مِنْ يَثْرِبيَّاتٍ قِذَاذٍ خُشْنِ
أقول: لم أقف على اسم راجزه، وأول الرجز (¬5):
1 - تعْلَمنْ يَا زَيْنُ يَا ابنَ زينٍ ... لأُكلَةٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ
¬__________
(¬1) البيت من بحر الطويل للنابغة الذبياني من قصيدة يمدح فيها عمرو بن الحارث الأعرج، في ديوانه (32) شرح عباس عبد الساتر، و (40) بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط. دار المعارف.
(¬2) ينظر الشاهد رقم (800).
(¬3) ابن الناظم (189)، وموضع البيت بياض في (أ).
(¬4) أبيات من الرجز المشطور، مجهولة القائل، وهي في ابن يعيش (1/ 82)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 55)، والمساعد (2/ 170)، واللسان: "تقن وخشن"، وهمع الهوامع للسيوطي (763)، والصحاح للجوهري: مادة: "عكى"، واللسان مادة: "تقن، خشن".
(¬5) ينظر اللسان: "تقن وخشن".

الصفحة 1541