كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد الثامن بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
وَلَفُوكِ أَطْيَبُ لَوْ بَذَلْتِ لَنَا ... مِنْ مَاءِ مَوْهَبَةٍ عَلَى خَمْرِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.
قوله: "موهبة" بفتح الميم وسكون الواو وفتح الهاء والباء الموحدة، وهي نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، والجمع مواهب، قوله: "على خمر" ويروى: على شهد.
الإعراب:
قوله: "ولفوك" الواو للعطف إن تقدمه شيء، واللام للتأكيد، و "فوك": كلام إضافي مبتدأ، و "أطيب": خبره، قوله: "لو" للشرط، و"بذلت": جملة من الفعل والفاعل فعل الشرط، والجواب محذوف دل عليه الكلام السابق، وقوله: "لنا": يتعلق ببذلت، قوله: "على خمر" في محل الجر على أنها صفة للماء تقديره: ماء مَوْهَبة حاصل على خمر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أطيب" فإنه أفعل التفضيل، وقد فصل بينه وبين "من" التي هي صلة بكلمة لو، وهي قوله: "لو بذلت لنا" والأصل: أن لا يفصل بينهما (¬3).
الشاهد التاسع بعد الثمانمائة (¬4)، (¬5)
نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنَا ... مِنَّا بِرَكْضِ الجِيَادِ فِي السَّدَفِ
أقول: قائله هو سعد القرقرة؛ قاله الجوهري (¬6)، وقال ابن عصفور: قيس بن الخطيم
¬__________
= وكبيرة كالصاحب ... فاستعمله نكرة، ويجوز أن يكون ليس فيه تفضيل بل معنى الفاعل ... ". ابن يعيش (6/ 103).
(¬1) توضيح المقاصد (3/ 117) والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬2) البيت من بحر الكامل، وهو في شرح عمدة الحافظ (764)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 54)، والمساعد (2/ 169)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 54)، واللسان: "وهب"، وشرح الأشموني (3/ 46)، والدرر (5/ 297).
(¬3) ينظر الشاهد (802).
(¬4) توضيح المقاصد (3/ 119)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬5) البيت من بحر المنسرح، وقد اختلف في قائله على ما قاله الشارح، وهو في ديوان قيس بن الخطيم (170)، تحقيق: ناصر بن الأسد، وهو في الصحاح مادة: "سدف"، وفيه منسوب إلى سعد بن القرقرة، وانظر شرح شواهد المغني للسيوطي (845)، وشرح الأشموني (3/ 47).
(¬6) الصحاح مادة: "سدف".