كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

إشارة إلى ما ذكر من قوله: "ظلامة"، قوله: "وخاليا": عطف على قوله: "عمي"، أصله: وخالي بسكون الياء، فلما حركت الياء لأجل الضرورة أشبعت ألفًا فصار: خاليا، وقوله: "الأكرمان": صفة لعمي وخاليا.
الاستشهاد فيه:
حيث قدم الصفة على أحد الموصوفين؛ فإن قوله: "الأكرمان" صفة لقوله: "عمي وخاليا"، وقد تقدمت على قوله: "وخاليا"، وذلك نحو قولك: قام زيد العاقلان وعمرو، ومنع ذلك جمهور النحاة (¬1).

الشاهد الثاني والعشرون بعد الثمانمائة (¬2)، (¬3)
............................ ... في أَنْيَابِهَا السّم نَاقِعُ
أقول: قائله هو النابغة الذبياني، واسمه زياد بن عمرو، وتمامه (¬4):
1 - فَبِتُّ كَأنَي سَاوَرَتنِي ضَئِيلَةٌ .... مِنَ الرُّقْش في أَنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ
2 - يُسَهَّدُ مِنْ لَيلِ التِّمَامِ سَلِيمُهَا .... لحلي النسَاءِ في يَدَيْهِ قعَاقِعُ
3 - تنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سُمِّهَا ..... تُطَلقُه حِينًا وحِينًا تُرَاجِعُ
وهي من الطويل.
قوله: "ساورتني": من ساوره إذا واثبه، قوله: "ضئيلة" بفتح الضاد وكسر الهمزة وفتح اللام، وهي الحية الدقيقة، قد أتت عليها سنون كثيرة فقلّ لحمها واشتد سمها، قوله: "من الرقش "بضم الراء وسكون القاف وفي آخره شين معجمة؛ جمع رقشاء وهي حية فيها نقط سود وبيض.
¬__________
(¬1) يجب تقديم المتبوع على التابع فلا يقال: جاءني الفاهم محمد، وأجاز صاحب البديع تقديم الصفة على الموصوف إذا كانت لاثنين أو جماعة وتقدم أحد الموصوفين تقول: قام زيد العاقلان وعمرو، ولم يجز هذا الجمهور ينظر توضيح المقاصد (3/ 130)، وشرح الأشموني (3/ 57، 58).
(¬2) توضيح المقاصد (3/ 136)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬3) عجز بيت من بحر الطويل، وقد أكمله الشارح، وهو من قصيدة مشهورة للنابغة يعتذر فيها للنعمان بن المنذر، ومنه البيت (فإنك كالليل الذي هو مدركي)، وانظر بيت الشاهد في: الكتاب لسيبويه (2/ 89)، واللسان مادة: "طور، نقع"، والمغني (571)، وشرح شواهد المغني (902)، وهمع الهوامع (2/ 117)، وارتشاف الضرب (2/ 356، 580)، والخزانة (2/ 457)، وديوان النابغة (54)، تحقيق: عبد الساتر.
(¬4) ينظر الديوان (44)، تحقيق: عباس عبد الساتر، و (33) ط. دار المعارف، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.

الصفحة 1565