كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

المدح، فإذا كان كذلك فيكون شيء اسم ما [وحميت نعت له، ولذلك أدخل الباء في: مستباح؛ لأنه خبر ما، ولو نصبت شيئًا بحميت لبطل دخول الباء؛ إذ لا يجوز: ما رأيت رجلًا بقائم؛ فتدخل الباء على الصفة وأنت تريد: ما رأيت رجلًا قائمًا] (¬1).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حميت" فإنه جملة منعوت بها، والجملة المنعوت بها لا بد من اشتمالها على ضمير يربطها بالمنعوت، وحكمه في جواز الحذف للعلم به كحكم الخبرية، وقوله هذا من قبيل الحذف؛ إذ أصله: ما شيء حميته (¬2).

الشاهد الرابع والعشرون بعد الثمانمائة (¬3)، (¬4)
فَوَافَينَاهُمُ مِنَّا بجَمعٍ .... كَأُسد الغَابِ مُردَانٍ وَشِيبِ
أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، وهو من قصيدة طويلة من الوافر (¬5)، وأولها هو قوله (¬6):
1 - عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بِالْكَثيب ... كَخَط الْوَحْي فيِ الوَرَق القَشيبِ
2 - تَداوَلَهَا الريَاحُ وكُل جَوْن .... منَ الوَسْمي مُنْهَم سكُوب
3 - فَأَمْسَى رَسمهَا خَلْقًا وَأَمْسَتْ ... يبَابًا بَعْدَ ساكِنِهَا الحَبيب
4 - فَدَع عَنكَ التذَكرَ كُل يوم .... وَرُدَّ حَزازَةَ الصَّدْر الكَئيب
5 - وَخَبِّرْ بِالذِي لَا عَيب فيه .... بِصدْقٍ غَيرَ إِخْبَار الكذُوب (¬7)
6 - بِمَا صَنَع الملَيكُ غدَاةَ بَدْرٍ .... لَنا فيِ المشرِكِينَ مِنَ النصِيبِ
7 - غَدَاةَ كَأَن جَمْعَهُمُ حِرَاءُ .... بَدَتْ أركَانهُ جُنْحَ الغُرُوبِ
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ينظر الشاهد (812).
(¬3) توضيح المقاصد (3/ 146)، والبيت موضحه بياض في (أ).
(¬4) البيت من بحر الوافر، وهو لحسان بن ثابت، من قصيدة يذكر فيها يوم بدر، وقتلى كفار مكة في ذلك اليوم؛ ثم حمل المشركين على الاعتراف بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وانظر بيت الشاهد في الديوان بشرح البرقوقي (69)، ونوادر أبي زيد (22)، والإنصاف (102)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 316)، وشرح الأشموني (3/ 65).
(¬5) القصيدة من الوافر، وقد نص العيني على أنها من الكامل،
(¬6) ينظر القصيدة بكاملها في ديوان حسان بشرح البرقوقي (69)، وفي (134) ط. دار المعارف، بتحقيق: د. سيد حنفي.
(¬7) هذا البيت سقط في (ب).

الصفحة 1568