كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد السادس والعشرون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
..................... ... لَكُم قِبْصُةٌ مِنْ بَيِن أَثْرَى وَأَقْتَرَا
أقول: قائله هو الكميت يمدح به بني أمية، وصدره (¬3):
لَكُم مَسجِدا لله المَزُورَانِ وَالحصَى ... ..............................
وهو من الطويل.
قوله: "لكم مسجدا لله" أراد: لكم مسجدان للَّه تعالى، وأراد بالمسجدين مسجد مكة ومسجد المدينة شرفهما الله، وأراد بالحصى العدد، والمعنى: لكم العدد الكثير من بين الناس المثري منهم والمقل.
قوله: "قبصة" القبص: بكسر القاف وسكون الباء الموحدة وفي آخره صاد مهملة، وهو العدد الكثير من الناس؛ قاله الجوهري ثم أنشد البيت المذكور (¬4).
قوله: "أثرى": من قولهم أثرى الرجل -بالثاء المثلثة- إذا كر ماله، و "أقتر": من أقتر الرجل إذا افتقر، والمعنى: من بين من أثرى وأقتر، قال الجوهري: التقدير: من بين من أثرى ومن أقتر؛ من بين مثر ومقتر (¬5).
الإعراب:
قوله: "مسجدا لله": كلام إضافي مبتدأ، وأصله: مسجدان لله؛ كما ذكرنا، [و"لكم": مقدمًا خبره، قوله: "المزوران": صفة للمسجدين، قوله: "والحصى": عطف على مسجدا اللَّه، أي: ولكم الحصى؛ أي: العدد، قوله: "لكم قبصه" أي: قبص الحصى، وهو مبتدأ، و "لكم": خبره] (¬6).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "من بين أثرى وأقترا"؛ أي: من بين من أثرى، كما ذكرنا.
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (3/ 157)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو للكميت يمدح به بني أمية، وهو بيت مفرد في ديوانه (1/ 192)، تحقيق: داود سلوم، جامعة بنداد، وانظر بيت الشاهد في الإنصاف (721)، وشرح عمدة الحافظ (538)، واللسان: "قتر، سجد، قبص"، وشرح الأشموني (3/ 70).
(¬3) و (¬4) ينظر الصحاح مادة: "قبص".
(¬5) الصحاح مادة: "قتر".
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في النسخ (أ، ب).

الصفحة 1573