كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

شواهد التوكيد
الشاهد الثامن والعشرون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
حَمَامَةَ بَطْنِ الْوَاديَين تَرَنمي .... سَقَاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوَادِي مَطيرُهَا
أقول: قائله هو الشماخ بن ضرار (¬3)، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها هو قوله (¬4):
1 - تُغَالبني نَفْسي عَلى تَبَعِ الهَوَى ... وقَدْ جَاءَ نَفْسِي منْ هَوَاهَا نَذِيرُهَا
2 - وَأَمر يُرَجِّي النفْسَ ليسَ بضائر ... وتخْشَى عَلَيهَا ضَيرَة مَا يَصيرُهَا
3 - وقد قلتُ للنفسِ اللجُوح نَصيحَة ... مقال شفيقٍ لوْ يعيه ضميرُها
4 - فأنْتأتهَا أَن الحَيَاةَ وأهَلَها ... كعَاريَة أوْفَى بهَا مُستَعيرُها
5 - إلى أهلهَا إن العَوَريَ حقُّهَا ... أداءٌ بإحْسَانٍ إلى مَنْ يُعيرُهَا
6 - قِفَا فَاسألا يَا صَاحبَي حمَامَةً ... تُخَبرُنَا عَنْ أَهْلِهَا أَوْ نظِيرهَا
7 - حمامة بطن ............... ... ....................... إلى آخره
[ويروى] (¬5):
حَمَامَة دَار الجَارَتَين تكَلَّمي ... سقَاكِ منَ الغُر الغَوَادي مَطيرُهَا
قوله: "ترنمي" أي: رجعي صوتك، يقال: ترنم إذا رجع صوته، ومنه: ترنم الطائر في هديرهها
¬__________
(¬1) ابن الناظم (196).
(¬2) البيت من بحر الطويل، من مقطوعة للشماخ بن ضرار الذبياني يحكي حوارًا بينه وبين نفسه؛ كما نسب البيت لتوبة بن الحمير، وانظره في المقرب (2/ 129)، وشرح الأشموني (3/ 74)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 154). والأغاني (11/ 198)، والدرر (1/ 154).
(¬3) ديوان الشماخ بن ضرار (439) تحقيق: صلاح الدين الهادي، ط. دار المعارف.
(¬4) ينظر ملحق ديوان الشماخ (339، 440).
(¬5) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 1576