كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
قوله: "من الغر" بضم الغين المعجمة؛ جمع غراء؛ يعني: البيضاء، و "الغوادي": جمع غادية بالغين المعجمة، وهي السحابة التي تنشأ صباحًا، قوله: "مطيرها": من قولهم: ليلة مطرة [إذا كانت] (¬1) كثيرة المطر.
الإعراب:
قوله: "حمامة": منادى حذف منه حرف النداء، تقديره: يا حمامة، وهي مضافة إلى البطن والبطن إلى الواديين، قوله: "ترنمي": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "سقاك": فعل ومفعوله، وقوله: "مطيرها": كلام إضافي فاعله، قوله: "من الغر": جار ومجرور يتعلق بسقاك،
و"الغوادي": صفة الغر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "بطن الوادايين" حيث أفرد البطن، وكان القياس أن يقال: بطي الواديين؛ بل لأحسن أن يقال: بطون الواديين، وقال أثير الدين (¬2): ومن العرب من يضع المفرد موضع لاثنين، ووجه ذلك أنه لما أمن اللبس، وكره الجمع بين تتنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة صرف لفظة التثنية الأولى إلى اللفظ المفرد؛ لأنه أخف من الجمع، وذلك قليل جدّا لا ينبغي أن يقاس عليه، ومنه قوله: "بطن الواديين" أراد: بطي الواديين فأفرد (¬3).
الشاهد التاسع والعشرون بعد الثمانمائة (¬4)، (¬5)
............................... ... يَا أَشْبَهَ الناسِ كُلِّ النَّاسِ بالقمر
أقول: قائله هو كثير عزة، وصدره (¬6):
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ينظر الارتشاف (1/ 269).
(¬3) صرح النحاة بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز فيه الجمع والإفراد والتثنية، والمختار الجمع كقول الله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}، ورجح ابن مالك الإفراد على التثنية، ورجح غيره التثنية على الإفراد وكلاهما مسموع منه بيت الشاهد والشاهد الآتي، ينظر شرح الأشموني (3/ 74)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 289، 290).
(¬4) توضيح المقاصد (3/ 162).
(¬5) بيتان من بحر البسيط، وقد اختلف في قائلهما فقيل: لكثير عزة، وهما في ديوانه (531)، تحقيق: د. إحسان عباس، و (134)، شرح: عبدأ علي مهنا، وقيل: لعمر بن أبي ربيعة، وهما في ديوانه (143)، تحقيق: عبدأ علي مهنا، وانظر بيت الشاهد في شرح التسهيل لابن مالك (3/ 292)، وشرح الأشموني (3/ 75)، والمغني (194)، وشرح شواهد المغني (518)، والدرر (6/ 33).
(¬6) ديوان كثير (143) شرح عبدأ علي مهنا.