كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد الثلاثون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
................................... ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التُّرسَينْ
أقول: قائله هو خطام المجاشعي؛ كذا في كتاب سيبويه، وقال أبو علي: هو لهميان بن قحافة، وقبله (¬3):
وَمَهْمَهَينِ قَذَفَينِ مَرتَينِ ... .................................
وبعدهما:
قَطَعْتُهُ بِالسَّمْتِ لا بِالسَّمْتَينِ ... .............................
وهما من الرجز.
قوله: "مهمهين" تثنية مهمه، قال أبو عبيدة: المهمه: القفر، وقيل: المستوي من الأرض، وقال صاحب العين: المهمه: الخرق الواسع الأملس (¬4)، قوله: "قذفين" تثنية فذف بفتح القاف والذال المعجمة وفي آخره فاء، وهو المكان المرتفع الصلب، ويقال: القذف: البعيد، ويقال: قذف وقذيف وقذوف، وقذَف الجبل: ناحيته، ويروى: وفدفدين، والفدفد: الأرض المستوية، قاله الجوهري (¬5).
قوله: "مَرْتين" تثنية مَرْت بفتح الميم وسكون الراء وفي آخره تاء مثناة من فوق، وهو المكان الذي لا نبات فيه، وقيل: ولا ماء، قوله: "ظهراهما" أي: ظهرا هذين المهمهين مثل الترسين في الاستواء والإملاس وعدم المرفق فيهما من نبت للراعية أو علم هادٍ للناس.
قوله: "بالسمت" بفتح السين المهملة وفي آخره تاء مثناة من فوق، قال الجوهري: السمت: السير بالحدس والظن (¬6)، وقال ابن يسعون: يريد بالسمت لا بالسمتين: بإشارة واحدة لم أحتج إلى تكرير النظر لحذقي ومعرفتي بالطريق وجراءتي ودربتي، وقال الجرمي: العرب تفتخر بهداية الطريق وتعير الجاهل به، وذكر في بعض شروح كتاب الزمخشري:
¬__________
(¬1) ابن الناظم (196).
(¬2) البيت من بحر السريع، وليس من الرجز، كما ذكر الشارح، وفيه وفيما بعده يفتخر القائل أنه يعرف الطرق الطويلة ومطلعها ولا يضل، وانظر الشاهد في الكتاب لسيبويه (2/ 48) و (3/ 622)، وابن يعيش (4/ 156)، واللسان: "كرت"، والخزانة (7/ 544، 547)، وشرح شافية ابن الحاجب (1/ 194)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 40، 51).
(¬3) ينظر ابن يعيش (4/ 156).
(¬4) العين مادة: "هم" تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي.
(¬5) الصحاح مادة: "فدد".
(¬6) الصحاح مادة: "سمت".

الصفحة 1579