كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
بلا تنوين، أراد: يومي أجمع؛ فالألف بدل من ياء الإضافة، وصدره (¬1):
إنَّا إذَا خُطَّافُنَا تقَعْقَعَا ... ...............................
قوله: "صرت": من الصرير وهو التصويت، يقال: صر القلم والباب يصر صريرًا، وأراد بالبكرة بكرة البئر، وهي ما يستقى عليها، أي: صوتت بكرة البئر يومًا من أوله إلى آخره؛ يعني: لا ينقطع استقاء الماء من البئر بالبكرة.
الإعراب:
قوله: "قد" للتحقيق، و "صرت": فعل ماض، و "البكرة": فاعله، و "يومًا": نصب على الظرف، و"أجمعًا": تأكيده.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أجمعًا" فإنه أكد به النكرة المحدودة وهي قوله: "يومًا"، واستدل به الكوفيون على جواز توكيد النكرة المحدودة [وهي قوله: "يومًا"] (¬2)، والبصريون يمنعون ذلك، وأجابوا عن البيت بما ذكرناه الآن، وقطع الزمخشري في كتابه بعدم جواز تأكيد النكرة بكل وأجمع (¬3).
الشاهد الرابع والثلاثون بعد الثمانمائة (¬4)، (¬5)
لَكِنَّهُ شَاقَهُ أَنْ قِيلَ ذَا وَجَبُ ... يَا ليتَ عِدَّةُ حَوْلٍ كُلِّهِ رَجَبُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.
قوله: "شاقه": من شاقني الشيء يشوقني فهو شائق، وأنا مشوق [والشوق] (¬6) نزاع النفس إلى الشيء.
¬__________
(¬1) ينظر الخزانة (1/ 182)، ونقده البغدادي بأن بيت الشاهد مستقل، وإذا جعل هذا صدرًا فلا بد من تقدير رابط، أي: صرت البكرة فيه، وتكون الجملة الشرطية خبر ان.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) ينظر التعليق على الشاهد رقم (832)، ومنع الزمخشري توكيد النكرة حيث يقول: (ولا يقع كل وأجمعون تأكيدين للنكرات لا تقول: رأيت قومًا كلهم ولا أجمعين". المفصل (113) ط. دار الجيل، وهو في هذا تابع للبصريين.
ينظر الكتاب لسيبويه (2/ 396)، وشرح التصريح (2/ 124)، والإنصاف (455)، وابن يعيش (3/ 44).
(¬4) ابن الناظم (198)، وأوضح المسالك (3/ 332).
(¬5) البيت من بحر البسيط، وهو لعبد اللَّه بن مسلم في شرح أشعار الهذليين (2/ 910)، وهو يتمنى أن تكون أيام العام كله شهور رجب لما فيه من الخير في الدين والدنيا، وانظر الشاهد في شرح أشعار الهذليين (2/ 910)، وأسرار العربية (190)، والإنصاف (450)، وتذكرة النحاة (640)، وشرح التصريح (2/ 125).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (أ).