كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أجل جير" لأن كلتيهما بمعنى الإيجاب، وإنما ذكرا معًا لأجل التأكيد فكأنه قال: أجل أجل أو جير جير (¬1).
الشاهد الثامن والثلاثون بعد الثمانمائة (¬2)، (¬3)
حَتى تَرَاهَا وَكَأَنَّ وَكَأَنْ ... أَعْنَاقَهَا مُشَدَّدَاتٌ بِقَرَنْ
أقول: قائله هو خطام المجاشعي (¬4)، وقال ابن بري: رأيت بخط النيسابوري: قال الأغلب العجلي (¬5):
1 - إنا على التشوَاقِ منّا والحزنْ ... مما عُد لِلْمَطِي المستَفَنْ
2 - نَسُوقُهَا سِنًّا وبعْض السوق سنْ .... حَتى تَرَاهَا وكَأنُّ وكَأَن
3 - أَعنَاقَهَا مُلَزَّزَاتٌ فيِ قرن ... حتَّى إِذَا قَضوْا لُبَاناتِ الشَّجَنْ
4 - وكلَ حَاجٍ لِفُلَانٍ أَوْ لَهُنّ ... قَامُوا فَشَدُّوهَا لما تُشْفِي الأَرَنْ
5 - وَرَحَلُوهَا رِحْلَةً فِيهَا رعَنْ ... حتَّى أنَخْنَاهَا إِلَى مَنْ وَمَنْ
وهي من الرجز المسدس.
قوله: "بقرن" بفتح القاف والراء، وهو حبل يقرن به البعير، و "التشواق" على وزن تفعال مصدر كالشوق، قوله: "للمطي" وهو الظهر، و"المستفن": من الفن وهو الطرد.
[قوله: "] (¬6) سنًّا": من سننت الناقة: سيرتها سيرًا شديدًا، قوله: "ملززات" أي: مشدودات، "في قرن" أي: حبل قوي، و "اللبانات": جمع لبانة وهي الحاجة، و "الشجن": الحزن.
¬__________
(¬1) من أنواع التوكيد: التوكيد اللفظي، وهو تكرار اللفظ الأول بعينه أو بمرادفه، وذلك للاعتناء به نحو: قعد جلس محمد، وقد يكون التوكيد باسم الفعل ليؤكد فمله؛ كما سيأتي في الشاهد رقم (847).
(¬2) ابن الناظم (200)، وتوضيح المقاصد (3/ 180)، وأوضح المسالك (3/ 342)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬3) بيتان من الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي، انظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 303)، وشرح التصريح (1/ 317)، (2/ 130)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 125)، وشرح الأشموني (3/ 83)، في الدرر (6/ 50).
(¬4) هو خطام بن نصر بن رياح بن عياض بن مجاشع، وهو القائل: (وصاليات ككما يؤثفين) شاعر جاهلي، انظر المؤتلف والمختلف (142).
(¬5) هو الأغلب بن عمرو بن عبيدة بن حارثة من بني عجل شاعر مخضرم بين الجاهلية والإسلام (ت 21 هـ)، ينظر الأعلام (1/ 335).
(¬6) ما بين المعقوفين بياض في (ب).