كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "وكل حاج" الحاج: جمع حاجة، و "الأرن" بفتح الهمزة، وهو النشاط، قوله: "رعن" بفتح الراء والعين، وهو الاسترخاء.
الإعراب:
قوله: "حتى" للغاية، "تراها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وهو الضمير العائد إلى المطي المذكورة في البيت السابق، قوله: "وكأن" للتشبيه، و "كأن" [الثاني] (¬1) تأكيد للأول.
وقوله: "أعناقها": كلام إضافي اسم كأن، قوله: "مشددات" بالرفع خبره، قوله: "بقرن": جار ومجرور يتعلق بقوله: "مشددات" في محل النصب على المفعولية.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وكأنّ وكأن" فإنه أكد الحرف قبل أن يتصل به معموله، والأكثر أن يقال: وكأن أعناقها وكأنها؛ فيؤتى مع الأول بمعموله، ويؤتى مع الثاني بضمير ذلك المعمول، ومثله: إن زيدًا إنه قائم، ويصح: إن إن زيدًا قائم، ويجوز: إن زيدًا إن زيدًا قائم، ولكن الأحسن أن يؤتى [مع] (¬2) الثاني بالضمير فافهم (¬3).

الشاهد التاسع والثلاثون بعد الثمانمائة (¬4)، (¬5)
فَلَا وَاللَّهِ لَا يُلْفَى لِما بِي ... وَلَا لِلمَا بِهِم أَبَدًا دَوَاءُ
أقول: قائله هو بعض بني أسد؛ كذا قاله ابن عصفور -رحمه الله - (¬6) وقبله (¬7):
¬__________
(¬1) ما بين المعفوفين سقط في (أ).
(¬2) ما بين المعقوفين زيادة لإصلاح اللفظ.
(¬3) إذا كان الحرف جوابيًّا وأريد توكيده فيكون بتكريره فقط نحو: هل نجح زيد؟ فتقول: نعم نعم، وإن كان الحرف غير جوابي فلا بد من إعادة ما اتصل به من الحروف، ويكون ذلك إما ظاهرًا وإما مضمرًا، أما تكرير الحرف دون ما اتصل به كهذا البيت فلا يجوز. ينظر الكتاب لسيبويه (2/ 125)، والأصول في النحو لابن السراج (2/ 19، 20)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 303)، وشفاء العليل (744).
(¬4) ابن الناظم (201)، وأوضح المسالك (3/ 343).
(¬5) البيت من بحر الوافر آخر بيت من قصيدة نسب لمسلم بن معبد الوالبي، شاعر إسلامي في الدولة الأموية، والقصيدة يعاتب فيها عمال الزكاة وقومًا له أعطاهم إبله وغدروا به، ومطعها:
بكت إبلي وحق لها البكاء ... وفرقها المظالم والغداء
الإنصاف (571)، والجنى الداني (80، 345)، والخصائص (2/ 282)، والمغني (181)، والمقرب (1/ 338)، والخزانة (2/ 308)، والدرر (5/ 147)، وشرح شواهد المغني (505، 773).
(¬6) المقرب (338).
(¬7) ينظر القصيدة كاملة في الخزانة (2/ 308)، وينظر بعضها في شرح شواهد المغني (505، 506).

الصفحة 1589