كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
لَدَدْتُهُمُ النصِيحَةَ كُل لَدّ ... فَمَجُّوا النصْحَ ثُم ثَنَوْا وَفَاؤوا
وبعدهما:
وكنتُ وهم كَدَاءِ البَطْنِ يخْشَى ... وراءَ صحيحهِ داءٌ عَياءُ
وهي من الوافر
قوله: "لا يفى" أي: لا يوجد، قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: 25]: أي: وجداه، قوله: "لددتهم" أي: ألزمتهم النصيحة كل الإلزام فلم يقبلوا، وهذا معنى قوله: "فمجوا النصح".
قوله: "وفاؤوا": خبر مبتدأ محذوف؛ أي: وهم فاؤوا، والجملة حالية (¬1)، قوله: "عياء" بفتح العين وتخفيف الياء آخر الحروف، يقال: داء عياء إذا عجزت فيه الأطباء.
الإعراب:
قوله: "فلا واللَّه" الفاء للعطف ولا لتأكيد القسم، ولفظ "اللَّه" مجرور بواو القسم، قوله: "لا يلفى": جواب القسم وهو علي صيغة المجهول.
قوله: "دواء": مسند إلى قوله: "لا يلفى": مفعول قد ناب عن الفاعل، قوله: "لما بي" اللام تتعلق بقوله: "لا يلفى"، و"ما": موصولة، وقوله: "بي": صلتها، أي: للذي حصل بي من الداء، قوله: "ولا للمِا بهم": عطف على قوله: "لما بي"، واللام الثانية [فيه] (¬2) للتأكيد وهي حرف، وقوله: "أبدًا": نصب على الظرف.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ولا للما بهم": حيث كررت فيه اللام وهي حرف واحد، وهو على غاية الشذوذ والقلة، وذلك لأن مثل ذلك إنما يسهل إذا كان على أكثر من حرف واحد كما في البيت السابق (¬3).
¬__________
(¬1) قال صاحب الخزانة (2/ 311): وقاءوا بالقاف من القيء، وصحف العيني تحريفًا فاحشًا، فقال قوله: وفاءوا خبر مبتدأ محذوف، أي: وهم فاءوا، والجملة حالية، وهذا مما لا يقضي منه العجب.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) ينظر الشاهد رقم (838).