كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الاستشهاد فيه:
في قوله: "عن بما به" حيث أدخلت الباء بعد عن تأكيدًا؛ لما كانا يستعملان في معنى واحد فيقال: سألت به وسألت عنه (¬1).

الشاهد الحادي والأربعون بعد الثمانمائة (¬2)، (¬3)
فَإنْ تَسأَلُوني بالنِّسَاءِ فَإننِي ... خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النسَاءِ طَبِيبُ
إِذَا شابَ رَأْسُ المَرْءِ أَو قَلَّ مَالُهُ ... فَلَيسَ لَهُ مِنْ وُدِّهِن نَصِيبُ
أقول: قائلهما هو علقمة بن عبدة، وهما من قصيدة من الطويل، وأولها هو قوله (¬4):
1 - طَحَا بِكَ قَلْبٌ فيِ الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيدَ الشَّبَابِ عَصْر حَانَ مَشِيبُ
2 - تُكلِّفُنِي لَيلَى وَقَدْ شطَّ وَليُهَا ... وَعَادَت عَوَاد بَينَنَا وخُطُوبُ
إلى أن قال:
فإن تسألوني .............. ... .................... إلى آخره
وبعدهما:
5 - يُرِدْنَ ثَرَاءَ الْمالِ حَيثُ عَلِمْنَهُ ... وَشَرخُ الشَّبَابِ عندَهُن عَجِيبُ
4 - قوله: "من ودهن" الود مثلث الواو: المودة والمحبة.
الإعراب:
قوله: "فإن تسألوني" الفاء للعطف، و "إن" للشرط، و "تسألوني": جملة وقعت فعل الشرط، و "بالنساء" يتعلق بها، قوله: "فإنني": جواب الشرط، و"خبير": مرفوع لأنه خبر إن، وقوله: "بأدواء": يتعلق بقوله: "طبيب" وهو جمع داء وهو المرض، و "طبيب"؛ مرفوع خبر بعد خبر.
¬__________
(¬1) إذا كان الحرف غير جوابي وأريد توكيده فإنه يعاد مع ما اتصل به وهنا توكيد الحرفين أخف من البيتين السابقين؛ لأن المؤكد على حرفين ولاختلاف اللفظين فهما مترادفان.
(¬2) ابن الناظم (201) والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬3) البيتان من بحر الطويل، وهما لعلقمة بن عبدة الفحل المعاصر لامرئ القيس والمنافس له في الحب والشعر، وانظرهما في ديوانه (25)، والأزهية (284)، والجنى الداني (41)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 22)، وجواهر الأدب (49)، ورصف المباني (144)، والدرر (4/ 105).
(¬4) ينظر الديوان (23) وما بعدها بشرح الأعلم الشنتمري، ط. دار الكتاب العربي.

الصفحة 1592