كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "إذا" للشرط، قوله: "شاب": نعل ماض، و "رأس المرء": كلام إضافي فاعله، قوله: "أو قل ماله": جملة من الفعل والفاعل معطوفة على: شاب رأس المرء، قوله: "فليس": جواب إذا فلذلك دخلها الفاء، قوله: "نصيب": اسم ليس، وخبره الجار والمجرور؛ أعني قوله: "له" أي: للمرء، ومن فائدة تقديم الخبر هاهنا إقامة الوزن، و "من ودهن": في محل الرفع لأنها صفة لقوله: "نصيب" (¬1) أي: ليس نصيب كائن من ودهن حاصلًا له.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "بالنساء" فإن الباء فيه بمعنى: عن، والمعنى: فإن تسألوني عن النساء؛ كما في قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] أي: فاسأل عنه، وقد قال بعضهم: إن هذا يختص بالسؤال كما في هذا المثال، والأصح أنه لا يختص به بدليل قوله تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12]، والمعنى: وعن أيمانهم، وقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} [الفرقان: 25] أي: عن الغمام (¬2).

الشاهد الثاني والأربعون بعد الثمانمائة (¬3)، (¬4)
يَمُتُّ بِقُربَى الزَّيْنَبَينِ كِلَيهِمَا ... ...............................
أقول: قائله هو هشام بن معاوية، وتمامه (¬5):
.......................... ... إِلَيكَ وَقُربَى خَالدٍ وَحَبيبِ
وهو من الطويل.
قوله: "يمت": من المتّ بفتح الميم وتشديد التاء المثناة من فوق، وهو التوسل بقرابة، و"القربى": بمعنى القرابة، والمعنى: ينسب إليه بقرابة الزينبين وقرابة خالد وحبيب.
¬__________
(¬1) هذا ليس بصحيح؛ لأن الصفة إذا تقدمت على موصوفها صارت حالًا.
(¬2) قال المرادي في حديثه عن الباء ومعانيها: "التاسع المجاوزة، وعبر بعضهم عن هذا بموافقة عن، وذلك كثير بعد السؤال نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}، {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} وذكر البيت وقال: وقليل بعد غيره [أي السؤال] نحو: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} "أي: عن الغمام .... ". ينظر الجنى الداني (41، 42)، والمغني (104).
(¬3) توضيح المقاصد (3/ 163)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬4) البيت من بحر الطويل، وقد نسب لهشام بن معاوية في مراجعه، وانظره في شرح عمدة الحافظ (559)، والمقرب (1/ 239)، وشرح الأشموني (3/ 78)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 292).
(¬5) ينظر تسهيل الفوائد (64)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 291)، والمقرب لابن عصفور (1/ 239).

الصفحة 1593