كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد السادس والأربعون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
...................... ... فَحَتَّامَ حَتَّامَ العَنَاءُ المُطَوَّلُ
أقول: قائله هو الكميت، وصدره (¬3):
فَتِلْكَ وُلَاةُ السُّوءِ قَدْ طَال ملكُهُم ... ...............................
وهو من الطويل.
قوله: "ولاة السوء" بضم الواو؛ جمع وال، وهو الذي يتولى أمور الناس، قوله: "العناء" بفتح العين وتخفيف النون، وهو المشقة والتعب.
الإعراب:
قوله: "فتلك": مبتدأ، وقوله: "ولاة السوء": كلام إضافي خبره، وقوله: "قد طال ملكهم": جملة من الفعل والفاعل في محل النصب على الحال.
قوله: "فحتام" الفاء للعطف، وحتى للغاية ودخلت عليها ما الاستفهامية، وحذفت ألفها اكتفاء بدلالة فتحة الميم عليها، و "حتام" الثانية جميد للأولى، وقوله: " [العناء": مبتدأ، و "المطول": صفته، والخبر محذوف تقديره:] (¬4) العناء المطول منهم، أو العناء المطول بين الناس ونحو ذلك (¬5).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "فحتام حتام" حيث كررت حتى للتأكيد (¬6).
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (3/ 173) والبيت موضعه لياض في (أ).
(¬2) البيت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة تقترب من مائة بيت، للكميت بن زيد يمدح فيها بني هاضم آل علي بن أبي طالب، ويهجو بني أمية، ومطلعها:
ألا هل عم في رأيه متأمل ... وهل مدبر بعد الإساء مقبل
انظر الكميت بن زيد وقصائده الهاشميات (142) عبد المتعال الصعيدي، وهي في الارتشاف (2/ 616)، وشرح الأشموني (3/ 80)، واللسان: "لوم"، والمغني (298)، وهمع الهوامع للسيوطي (2، 125)، والدرر (6/ 46) وشرح شواهد المغني (709).
(¬3) ينظر المغني (298)، وشرح شواهد المغني (709).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو منقول من نسخة الخزانة.
(¬5) هذا الإعراب ليس بصحيح، وإنما العناء مبتدأ، وحتام خبره.
(¬6) والتوكيد هنا توكيد لفظي فحتام الثانية توكيد للأولى.