كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد السابع والأربعون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
......................... ... صَمِّي لما فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ
أقول: قائله هو الأسود بن يعفر، وصدره (¬3):
فَرَّتْ يَهُودُ وَأَسلَمَتْ جِيرَانِهَا ... ...............................
وهو من الكامل.
قوله: "يهود": اسم قبيلة هاهنا، قوله: "صمي" أي: اخرسي، قوله: "صمام": اسم للداهية، [وفي المحكم قولهم: "صمي صمام": يضرب للرجل يأتي بالداهية، أي: اخرسي يا صمام، وقال الجوهري: يقال للداهية: صمي صمام، مثل: قطام، وهي الداهية، أي: زيدي] (¬4).
الإعراب:
قوله: "فرت": فعل، و "يهود": فاعله، ولم ينصرف للعلمية والتأنيث، ولا يجوز إدخال الألف واللام عليها في مثل هذا اللَّهم إلا إذا كان يهود جمع يهودي فحينئذ يجوز أن تقول؛ اليهود كما تقول الروم.
قوله "وأسلمت": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "جيرانها": كلام إضافي مفعوله، قوله: "صمي": أمر [من صمم من باب علم يعلم، والصاد مفتوحة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: صمي أنت (¬5) يخاطب به الداهية] (¬6).
وقوله: "صمام": منادى مفرد تقديره: يا صمام صمي فحذف منه حرف النداء وهي مبنية على الكسر كحذام ونحوها.
وقال أبو علي الفارسي: هي اسم للفعل (¬7)، ويقال: "صمام" هي الحية، وقيل لها: صمام
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (3/ 174)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(¬2) عجز بيت من بحر الكامل، ذكر الشارح صدره، وهو للأسود بن يعفر، وانظره في شرح شواهد الإيضاح (437)، وكتاب الشعر للفارسي (4)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 302)، والارتشاف (2/ 616)، واللسان: "هود، صمم".
(¬3) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 302).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو منقول من نسخة الخزانة.
(¬5) وقوله: "وفاعله" ضمير مستتر كما هي عادته كثيرًا مع نون النسوة، وياء المخاطبة، وإلا فالفاعل هو الضمير البارز، وهو ياء المخاطبة.
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو منقول من نسخة الخزانة.
(¬7) كتاب الشعر (3 - 7)، ذكره الفارسي تحت باب في تفسير الكلم التي سميت بها الأفعال.