كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

ومقول القول هو البيت الثاني وهو قوله:
أَلَا أَيُّهَا الليلُ الطويلُ ألَا انْجَلِي ... بِصُبحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكِ بِأَمْثَلِ
و"لما" بمعنى حين، و"تمطى": جملة من الفعل والفاعل، و "بجوزه": يتعلق به، قوله: "وأردف": عطف على تمطى، و"أعجازًا": مفعوله، تقديره وأردف أعجازه؛ أي: أواخره، قوله: "وناء بكلكل": عطف على ما قبله.
الاستشهاد فيه:
مثل ما قبله، وهو أن الواو لا تدل على الترتيب لأن البعير ينهض بكلكله أولًا، ثم بعجزه، ثم بجوزه وهو وسطه (¬1).

الشاهد الثامن والخمسون بعد الثمانمائة (¬2)، (¬3)
حَتَّى إذا رَجَبٌ تَوَلَّى وَانْقَضَى ... وجُمَادِيَانِ وَجَاءَ شَهْرٌ مُقْبِلٌ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.
قوله: "تولى" أي: أدبر، قوله: "وجماديان" بضم الجيم؛ تثنية جمادى الأولى وجمادى الآخرة، قال الفراء: الشهور كلها مذكرات إلا جماديين فإنهما مؤنثان، ويقال: هذا شهر كذا وشهر كذا، وهذه جمادى الأولى وجمادى الآخرة، فإن سمعت تذكير جمادى فإنما يذهب به إلى الشهر ويترك اللفظ، والجمع جماديات على القياس (¬4).
ولو قيل: جماد لكان قياسًا مثل: كسالَى وكسالٍ، وإنما سميت جمادى لجمود الماء فيها، قلتُ: هذا باعتبار ما وقع في حال التسمية؛ فإنه صادق وقت جمود الماء، وإلا فقد يكون جمادى في شهور الصيف.
¬__________
(¬1) ينظر الشاهد رقم (856).
(¬2) ابن الناظم (205).
(¬3) البيت من بحر الكامل، ذكر الشارح أنه لم يقف على قائله، وهو منسوب لأبي العيال الهذلي في الدرر (1/ 125)، وشرح أشعار الهذليين (1/ 434)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 349)، وجواهر الأدب (171)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 42).
(¬4) قال الفراء: "الشهور كلها مذكرة إلا جماديين فإنهما أنثيان، قال الشاعر:
إذا جمادى منعتْ قَطرَهَا ... زانَ جَنَابي عَطَنٌ مُعْصِفُ
فإذا سمعتها في شعر مذكرة فإنما يذهب به إلى الشهر ويترك لفظها". ينظر المذكر والمؤنث للفراء (94).

الصفحة 1616