كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد الستون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
كَهَزِّ الرُّدَيْنِيُّ تَحْتَ العَجَاجِ ... جَرَى فِي الأَنَابِيبِ ثُمَّ اضْطَرَبْ
أقول: قائله هو أبو دؤاد جارية بن الحجاج، وهو من قصيدة بائية من المتقارب، وأولها هو قوله (¬3):
1 - وَقَدْ أَغْتَدِي فيِ بَيَاضِ الصَّبَاحِ ... وَأَعْجَازُ ليلٍ مُوَلَّى الذَّنَبْ
2 - بِطِرْفٍ يُنَازِعُنِي مَرِسِنًا ... سَلُوفِ المقَادَةِ مَحْضِ النَّسَبْ
3 - غَدَوْنَا نُرِيدُ بِهِ الآبِدَاتِ ... تُؤَيِّيهِ بَينِ هَالٍ وهَبْ
1 - قوله: "أعجاز ليل": أواخره، و "الذنب" -أيضًا- آخره.
2 - قوله: "بطرف" بكسر الطاء وسكون الراء المهملتين وفي آخره فاء، وهو الفرس الكريم، قوله: "سلوف المقادة" أي: متقدم طويل العنق،: "محض النسب" أي: خالص النسب لم يقارف الهجنة.
و"المرسن" بفتح الميم وسكون الراء وكسر السين؛ هو الأنف، وإنما قال: ينازعني مرسنًا؛ لأن الحبل ونحوه يقع على مرسنه، قوله: "كهز الرديني" أي: كهز الرمح الرديني، قال الجوهري: القناة الردينية والرمح الرديني زعموا أنه منسوب إلى امرأة سمهر تسمى ردينة، وكانا يقومان القنا بخط هجر (¬4).
و"العجاج" بفتح العين وتخفيف الجيم؛ هو الغبار، و "الأنابيب": جمع أنبوبة وهي ما بين كل عقدتين من القصب، والأنبوبات -أيضًا- جمع.
3 - و: "الآبدات": المتوحشات، "تؤييه": من التأييه وهو الدعاء، وقال أبو عبيدة:
¬__________
= القول إلى أن يقال: وصحت إضافة "بين" إلى الدخول لاشتماله على مواضع أو لأن التقدير: بين مواضع لدخول وكون الفاء للغاية بمعنى إلى غريب". المغني (162)، وينظر الجنى الداني (64).
(¬1) ابن الناظم (206)، وتوضيح المقاصد (3/ 197)، وأوضح المسالك (3/ 363).
(¬2) البيت من بحر المتقارب نسب لأبي دؤاد، كما هنا، كما نسب إلى حميد بن ثور، وانظره في الجنى الداني (427)، والارتشاف (2/ 638)، والمغني (119)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 131)، والدرر (6/ 96)، وشرح التصريح (2/ 140)، وشرح شواهد المغني (358).
(¬3) ينظر بعض هذه الأبيات في شرح شواهد المغني (358، 359)، وانظر القصيدة في ديوان حميد بن ثور (16) تحقيق: محمد يوسف نجم، ط. دار صادر، بيروت.
(¬4) الصحاح مادة: "ردن".

الصفحة 1619