كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد الثالث والستون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
وَلَسْتُ أَبَالِي بَعْدَ فَقْدِي مَالِكًا ... أَمَوْتِي نَاءٍ أَمْ هُوَ الآنَ وَاقِعُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
قوله: "ناء" أي: بعيد؛ من نأى ينأى.
الإعراب:
قوله: "ولست" الواو للعطف إن تقدمه شيء، والضمير المتصل بليس اسمه، وخبره الجملة أعني قوله: "أبالي"، و "بعد" نصب على الظرف، و "فقدي" مصدر مضاف إلى فاعله، و "مالكًا": مفعوله، قوله: "أموتي" الهمزة للاستفهام، وموتي: كلام إضافي مبتدأ، وناء: خبره، قوله: "أم": متصلة، وقوله: "هو": مبتدأ، وخبره قوله: "واقع"، و "الآن": نصب على الظرف.
الاستشهاد فيه:
أن: "أم" المتصلة وقعت بين جملتين اسميتين، وذلك لأن: "أم" الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين، ولا يكونان معها إلا في تأويل المفردين؛ كما [ذكرنا] (¬3) في البيت السابق، ويكونان فعليتين كما مر، واسميتين كما في هذا البيت، ويكونان مختلفتين نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} [الأعراف: 193] (¬4).

الشاهد الرابع والستون بعد الثمانمائة (¬5)، (¬6)
فَقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتَاعًا فَأَرَّقَنِي ... فَقُلْتُ أَهْيَ سرَتْ أَمْ عَادَنِي حُلُمُ
أقول: قائله هو زياد بن حمل بن سعد بن عميرة بن حريث، وهو من قصيدة طويلة من
¬__________
(¬1) ابن الناظم (207)، وأوضح المسالك (3/ 368).
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو لمتمم بن نويرة، في رثاء أخيه مالك، وانظره في المغني (41)، وشرح التصريح (2/ 142)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 142)، والدرر (6/ 97)، وشرح شواهد المغني (134).
(¬3) ما بين المعقوقين سقط في (ب).
(¬4) ينظر الشاهد السابق (862)، والمغني (41).
(¬5) ابن الناظم (207)، وأوضح المسالك (3/ 370).
(¬6) البيت من بحر البسيط، وهو من قصيدة طويلة لزياد بن منذر التميمي، ذكرها الشارح كما قال، ومطلعها:
ألا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا شعوب هوى فتى ولا نقم
وانظر بيت الشاهد في الخصائص (1/ 305)، (2/ 330)، والدرر (6/ 97)، وابن يعيش (9/ 39)، والمغني =

الصفحة 1623