كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
قوله: "شعيث" في الموضعين بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره ثاء مثلثة، وكثير من الناس يصحفونه فيقرؤونه بالباء الموحدة.
الإعراب:
قوله: "لعمرك" اللام فيه للتأكيد، و "عمرك" بفتح العين مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: لعمرك قسمي أو يميني، قوله: "ما أدري": جملة منفية ومفعولها هو قوله: "شعيث بن سهم"؛ إذ التقدير: أشعيث بن سهم على ما يجيء الآن -إن شاء الله تعالى-.
قوله: "ولو كنت داريًا"، [ويروى: وإن كنت داريًا، وهو عطف على مقدر تقديره: ما كنت داريًا وإن كنت داريًا] (¬1)، والمعنى: ما أدري أي النسبين هو الصحيح نسب شعيث بن سهم، أم نسب شعيث بن منقر.
قوله: "شعيث" أصله: أشعيث؛ حذف منه حرف الاستفهام، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره قوله: "ابن سهم، أي: أشعيث هو ابن سهم، وهذا خبر ليس بصفة، وإنما حذف [التنوين] (¬2) للضرورة؛ كما قد حذف في قوله:
عَمْرُو الَّذي هَشَمَ الثَّريدَ ..... ... ................................
على ما يجيء الآن عن قريب (¬3)، قوله: "أم" متصلة، و "شعيث" مبتدأ، و"ابن منقر": خبره، وليس بصفة كما في الذي قبله.
الاستشهاد ميه:
في أربعة مواضع:
الأول: هو الذي قصده ابن الناظم وهو وقوع أم المتصلة بين جملتين اسميتين (¬4).
الثاني: فيه حذف الهمزة الاستفهامية من شعيث ابن سهم؛ إذ أصله: أشعيث ابن سهم.
الثالث: أن شعيثًا في الموضعين ليس موصوفًا بابن؛ بل هو مخبر عنه به؛ كما قررناه فافهم.
الرابع: فيه حذف التنوين من شعيث للضرورة (¬5).
¬__________
= للسيوطي (2/ 132)، والخزانة (11/ 122).
(¬1) و (¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) هو بيت لعبد الله بن الزبعري، وهو القادم برقم (866).
(¬4) ينظر الشواهد الثلاثة السابقة عن هذا البيت.
(¬5) قال ابن هشام بعد أن ذكر البيت: "الأصل: أشعيث بالهمزة في أوله والتنوين في آخره فحذفهما للضرورة، =