كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الإعراب:
قوله: "فلا تعجلي" [الفاء للعطف على ما قبله، و"لا تعجلي":] (¬1) جملة من الفعل والفاعل، قوله: "يا مي" يا حرف نداء، ومي منادى [مرخم، أصله: مية، ويروى: يا عز، أصله: يا عزة.
قوله: "أن تتبيني"، ويروى: أن تتفهمي، وكلاهما بمعنى واحد] (¬2)، و "أن" هذه مصدرية، وأصله: لأن تتبيني.
والمعنى: فلا تعجلي إلى أن تتبيني، أبنصح أتى الواشون أم بغير نصح؟ والباء في: "بنصح" متعلق بأتى وهو فعل، و"الواشون": فاعله، قوله: "أم": متصلة، وقعت بين المفرد والجملة، فالمفرد هو قوله: "بنصح"، والجملة هي قوله: "بحبول" لأن تقديره: أم أتى بحبول (¬3).
والاستشهاد فيه:
في حذف الهمزة؛ لأن التقدير: أبنصح أتى الواشون أم أتوا بحبول؟ فافهم (¬4).

الشاهد الثامن والستون بعد الثمانمائة (¬5)، (¬6)
لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وَلَوْ كُنْتُ دَارِيًا ... بِسَبْعٍ رَمَينَ الجَمْرَ أَمْ بِثَمَانٍ
أقول: قائله هو عمر بن أبي ربيعة، وهو من قصيدة نونية من الطويل، وقبله:
بَدَا لِي مِنْهَا مِعْصَمٌ حينَ جَمَّرَتْ ... وكَفٌّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنَانِ
¬__________
(¬1) و (¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) هذا رأيه، وهو كون "أم" وقعت بين مفرد وجملة، وقيل: بل واقعة بين مفردين على أن يتعلق الجار والمجرور الاثنان بالفعل المذكور، وقيل: وقعت بين جملتين على أن يقدر فعل مثل المذكور يتعلق به (فبنصح).
(¬4) قد تحذف همزة الاستفهام ويكتفى بظهور معناها قبل أم المتصلة كما في البيت المذكور والبيت الآتي بعده، ومنه قراءة ابن محيصن: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} ينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 361)، وشرح الأشموني (3/ 103، 104).
(¬5) ابن الناظم (207)، وأوضح المسالك (3/ 376)، وينظر شرح ابن عقيل (3/ 230).
(¬6) البيت من بحر الطويل من مقطوعة عدتها ستة أبيات لعمر بن أبي ربيعة، قالها في عائشة بنت طلحة، انظر ديوان عمر (399) ط. دار صادر، وانظر بيت الشاهد في الديوان (380)، الكتاب لسيبويه (3/ 175)، والمقتضب (3/ 294)، والمغني (14)، والجنى الداني (35)، ورصف المباني (45)، وابن يعيش (8/ 154)، والخزانة (11/ 122، 124، 127، 132) والدرر (6/ 100)، وشرح شواهد المغني (31)، ورواية بيت الشاهد في الديوان هكذا:
فوالله مَا أَدْرِي وَإني لحاسب ... بسبع رميت الجمر .................

الصفحة 1628