كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "قد برمت بهم" في محل الجر لأنها صفة للعيال، وقوله: "لم أحص": جملة وقعت حالًا، والمضارع إذا وقع حالًا لا يحتاج إلى الواو سواء كان مثبتًا أو منفيًّا.
وقوله: "عدتهم": كلام إضافي مفعول لم أحص، والاستثناء من قوله: "لم أحص"، قوله: "كانوا" الضمير فيه اسم كان، وهو يرجع إلى العيال، وقوله: "ثمانين": خبره، قوله: "أو زادوا": عطف على قوله: "كانوا"، وقوله: "ثمانية": نصب على أنه مفعول زاد.
قوله: "لولا" لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، "ورجاؤك": كلام إضافي مبتدأ، وخبره محذوف؛ أي: لولا رجاؤك موجود، قوله: "قد قتلت": جواب لولا، قوله: "أولادي": كلام إضافي مفعول قتلت.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أو زادوا" فإن "أو" فيه بمعنى بل الإضرابية، واحتج به الكوفيون وأبو علي وأبو الفتح وابن برهان أن "أو" تأتي للإضراب كبل مطلقًا (¬1)، وقال سيبويه: وإنما جاز ذلك بشرطين: تقدم نفي أو نهي وإعادة العامل (¬2).

الشاهد الحادي والسبعون بعد الثمانمائة (¬3)، (¬4)
جَاءَ الخِلافَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرًا ... كَمَا أَتَى رَبَّه موسَى عَلَى قَدَرٍ
أقول: قائله هو جرير، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الفاعل (¬5).
¬__________
(¬1) قال ابن هشام: "وقال الكوفيون وأبو علي وأبو الفتح وابن برهان تأتي للإضراب مطلقًا ثم ذكر قول جرير ثم قال: وقراءة أبي السمال: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ} [البقرة: 100] "بسكون أو". المغني (64)، وشرح التسهيل لابن مالك (3/ 363)، والجنى الداني (229).
(¬2) ينظر الكتاب لسيبويه (3/ 188)، والجنى الداني (229)، والمغني (64).
(¬3) ابن الناظم (209)، وتوضيح المقاصد (3/ 211)، وشرح ابن عقيل (3/ 233).
(¬4) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يمدح بها عمر بن عبد العزيز، ديوان جرير (1/ 412)، تحقيق د. نعمان طه، دار المعارف، وفيها يقول:
إنا لَنَرْجُو إِذَا ما الغَيثُ أَخْلَفَنَا ... منَ الخلِيفَةِ مَا نَرْجُو منَ المَطَرِ
وانظر بيت الشاهد في الخزانة (11/ 69)، والدرر (6/ 118)، وشرح التصريح (1/ 383)، والمغني (62، 80)، والجنى الداني (230)، وشرح عمدة الحافظ (627)، وشرح قطر الندى (184)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 134).
(¬5) ينظر الشاهد رقم (398).

الصفحة 1631