كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الشاهد الثالث والسبعون بعد الثمانمائة (¬1)، (¬2)
فَظَلَّ طُهَاةُ اللحْمِ مِنْ بَين مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شوَاء أَوْ قَدِير مُعَجَّلِ
أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها:
قِفَا نَبكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب وَمَنْزِلِ ... ................................
قوله: "طهاة اللحم" [بضم الطاء المهملة] (¬3)، وهو جمع طاهٍ وهو الطباخ، قوله: "صفيف" بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء، وهو الذي قد فرق وصف على الجمر، وهو شواء الأعراب، وهو الذي يقال له الكباب، "والقدير": بالراء المهملة في آخره، وهو ما طبخ في قدر، قال الأعلم: إنما جعله معجلًا لأنهم كانوا يستحسنون تعجيل ما كان من الصيد ويستطرفونه، وبهذا يصفونه في أشعارهم (¬4).
الإعراب:
قوله: "فظل"، وفي ديوان امرئ القيس: "وظل" بالواو وكلاهما للعطف، "وظل" من الأفعال الناقصة، ومعناه: فعل بالنهار؛ كما أن بات معناه فعل بالليل.
وقوله: "طهاة اللحم": كلام إضافي اسم ظل، وقوله: "من بين منضج": خبره، والمنضج: اسم فاعل من أنضج اللحم، وقوله: "صفيف شواء": كلام إضافي منصوب، لأنه مفعول اسم الفاعل، وقوله: "أو قدير": عطف على شواء، و "معجل" بالجر صفته.
الاستشهاد فيه:
أن "أو" بمعنى الواو، وقال الأعلم: والمعنى: من بين منضج صفيف [شواء] (¬5)، أو طابخ قدير، والمعنى: وطابخ قدير (¬6).
¬__________
(¬1) ابن الناظم (209).
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو من معلقة امرئ القيس المشهورة، وانظره في الديوان (22)، ط. دار المعارف، و (58)، ط. دار صادر، وانظره في المغني (46)، والهمع (2/ 141)، والخزانة (11/ 47، 240) وشرح شواهد المغني (857)، واللسان مادة: "صفف وطها"، والدرر (6/ 161).
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬4) النص في شرح الأعلم لهذا البيت في أشعار الستة الجاهليين (38).
(¬5) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬6) ينظر الشاهد رقم (871)، ورقم (872).

الصفحة 1633