كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)
وهي من الطويل وقافيته من المتدارك (¬1).
قوله: "فأنقذني منها حماري وجبتي"، وقصته أنه حلق شعر رأس امرأته، فرفعته إلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة، فدفعهما إلى الوالي فسرحه.
قوله: "كرام": جمع كريم؛ كعجاف جمع عجيف, قوله: "رأيتهم" ويروى أتيتهم كما ذكرنا, قوله: "فحسبي" أي يكفيني, قوله: "من ذي عندهم" أي من الذي عندهم، أي: عند الكرام، والألف في كفانيا للإشباع.
الإعراب:
قوله: "فإما": "الفاء" للعطف، وإما للتفصيل (¬2)، وقوله: "كرام" مرفوع بفعل مضمر تقديره: فإما يقصد كرام موسرون، ويجوز أن يكون: كرام مبتدأ، وقد تخصص بالصفة وهي قوله: "موسرون"، وقوله: "رأيتهم" جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الرفع على الخبرية، وفي الوجه الأول على الوصفية.
وقوله: "فحسبي" مبتدأ، وخبره قوله: "ما كفانيا" والجملة على جواب الشرط، فلذلك دخلتها الفاء، وذلك أن "إما" التفصيلية أجاز فيها الكوفيون أن تكون هي "إن" الشرطية (¬3).
قوله: "من ذي عندهم" متعلق بقوله: "كفانيا"، و "ذي" بمعنى الذي، وعندهم صلة.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "من ذي" حيث أعرب كإعراب ذي التي بمعنى الصاحب، ويجوز أن يقال: من ذو عندهم كما ذكرنا.
¬__________
(¬1) هي التي بين ساكنيها متحركان. ينظر الروض الواضح (139).
(¬2) ينظر مغني اللبيب (1/ 60).
(¬3) يقول ابن هشام: "وأجاز الكوفيون كون إما هذه للتفصيل، وهي مركبة من إن الشرطية وما الزائدة". المغني (1/ 60).