كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

3 - قوله: "كتانه" قال ابن يسعون (¬1): الكتان هنا: السبائب، قلت: هو جمع سبيبة. قال الجوهري: السِّبُّ: شَقَّةُ كِتَّان رَقِيقَةٌ وكذلك السَّبيبَةُ (¬2) , قوله: "جهرمه" أصله جهرميته، أراد: الثياب الجهرمية، أي المنسوبة إلى جهرم قرية بفارس (¬3)، قال ابن يسعون: الجهرمية: بسط شعر تنسب إلى جهرم، وقال أبو حاتم (¬4) والزيادي (¬5): الجهرم: البساط من الشعر، والجمع: الجهارم، قلت: فَعَلَى هذا ليس فيه نسب ولا تأويل حذف المضاف، وقال صاحب العين (¬6): جعل الجهرم اسمًا بإخراج ياء النسب منه (¬7)، وأراد رؤبة بذلك السراب، وبذلك قال لا يشترى, قوله: "يجتاب" أي: يلبس، و"الضحضاح": ماء قريب القعر.
4 - قوله: "يلهمه"؛ أي: يبتلعه من اللهَّام، فَعَّال من لهمت الشيء ألهمه إذا ابتلعته، ومنه سمي الجيش لهّامًا. قوله: "ظمآن" أي: عطشان، وكذلك وقع في بعض المواضع.
5 - قوله: "مسْلهممه"، قال الجوهري: الْمُسْلَهِمُّ: المُتَغَيِّرُ في جِسْمِهِ وَلَوْنِهِ، وقد اسْلَهَمَّ لونُه اسْلِهْمَامًا، وَسِلْهِمُ حيٌّ من مذحج بكسر السين (¬8). قوله: "أخنى" بالخاء المعجمة، يقال: أخنى عليه الدهر، أي: أتى عليه وأهلكه، ومعناه ها هنا: شديد، ويقال: معوج لا يستقيم.
6 - قوله: "أزلمه" بالزاي المعجمة؛ وهو الدهر, قوله: "بادت" أي: أهلكت.
الإعراب:
قوله: "يصبح" فعل من الأفعال الناقصة، واسمه هو الضمير المستتر فيه، وخبره قوله: "ظمآن" ومُنِعَ "ظمآن" من الصرف للوصف، والألف والنون المزيدتين, قوله: "وفي البحر فمه" جمله اسمية وقعت حالًا.
¬__________
(¬1) هو يوسف بن يبقى بن يوسف بن مسعود بن عبد الرحمن بن يسعون، لغوي (ت 542 هـ). الأعلام (8/ 256, 257).
(¬2) الصحاح، مادة: "سبب".
(¬3) معجم البلدان (2/ 225).
(¬4) هو سهيل بن محمد بن عثمان بن القاسم أبو حاتم السجستاني، صنَّف: إعراب القرآن ولحن العامة وغيرهما (ت 254 هـ) بغية الوعاة (1/ 606)
(¬5) إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر أبو إسحاق الزيادي، له: النقط والشكل والأمثال وغيرهما (ت 249 هـ). بغية الوعاة (1/ 414)
(¬6) معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 هـ).
(¬7) معجم العين، مادة: "جهرم".
(¬8) الصحاح، مادة: "سلهم".

الصفحة 195