كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)
الإعراب:
قوله: "طال" فعل ماض و "لَيْلِي" كلام إضافي فاعله, قوله: "وَبِتُّ بالمجنون" جملة وقعت حالًا، وقد عُلِمَ أن الحال إذا كانت مصدرة بفعل ماضٍ فهي على سبعة أضرب منها: أن تكون مقرونة بالواو، وحدها كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} [آل عمران: 168] وقوله: "وبت بالمجنون" من هذا القبيل (¬1).
قوله: "واعترتني الهموم" جملة من الفعل والمفعول والفاعل، وهو الهموم، وهي معطوفة على الجملة الأولى. قوله: "بالماطرون" متعلق بقوله: "واعترتني" والباء فيها ظرفية أي: فيها.
الاستشهاد فيه:
قوله: [بالماطرون فإنه] (¬2) جمع مسمًّى به، وفي الجمع المسمى به أربعة أوجه (¬3): وجهان فصيحان ووجهان ضعيفان، وأفصح الفصيحين الحكاية؛ كما في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} [المطففين: 19، 18].
والثاني من الفصيحين: التزام الياء وإعرابه بالحركات؛ كما في قوله تعالى: {وَلَا طَعَامٌ إلا مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 36].
وأضعف الضعيفين: التزام الواو وفتح النون على حكاية حالي الرفع التي هي أشرف أحوال الاسم، وعلى ذلك قولهم: علي بن أبو طالب ومعاوية بن أبو سفيان، وقراءة بعضهم: (تبت يدا أبو لهب) (¬4)، وقوله: "بالماطرون".
وأسهلهما: التزام الواو والإعراب بالحركات تشبيهًا لها بالزيتون ونحوه من الأسماء المفردة التي آخرها واو ونون.
¬__________
(¬1) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (2/ 361) وتوضيح المقاصد (2/ 169) وما بعدها، ومن تلك المواضع التي يقع فيها الماضي حالًا غير ما ذكر: أن يكون الماضي تاليًا لـ"إلا" نحو: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلا كَانُوا} ومثلوا بـ"أو" نحو: "اجتهدت أو رسبت" ومنها اقترانه بقد ظاهرة أو مقدرة.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 85) وما بعدها، وأوضح المسالك لابن هشام (1/ 37) وما بعدها.
(¬4) ينظر أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي وحاشية الشهاب الخفاجي (9/ 590) ضبط الشيخ عبد الرازق مهدي، نشر: محمد علي بيضون، ط. دار الكتب العلمية، أولى (1997 م).