كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)
الإعراب:
قوله: "والله" مبتدأ، و "أسماك" جملة من الفعل والفاعل والمفعول خبره، قوله: "سمًا" مفعول ثانٍ لأسماك، و "مباركًا" صفته، قوله: "آثرك الله" جملة من الفعل والفاعل والمفعول وبه يتعلق بآثرك، والضمير يرجع إلى "سما".
قوله: "إيثاركا" نصب بنزع الخافض؛ أي: كإيثاركا، والمصدر مضاف إلى مفعوله، وطوي ذكر الفاعل، والتقدير: آثرك الله بالاسم المبارك كإيثاره إياك.
فإن قيل: "آثرك الله" ما وجه ارتباطها بما قبلها؟
قلت: هي جملة كاشفة معنى المبارك، فلذلك تكون كالصفة، ولهذا ترك العاطف.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "سمًا" فإنَّه استشهد به من يحكي اللغة الخامسة في الاسم، وذلك لأنهم نقلوا خمس لغات: اسم -بكسر الهمزة وهو أشهرها، واسم بضمها، وسِمٌ بكسر السِّين، وسُم بضمها، واللغة الخامسة هي: سُمًى على وزن هدًى (¬1)، حكاها من يستشهد بالبيت المذكور (¬2)، ولكن لا يتم به دعواه؛ لاحتمال أن يكون هذا على لغة من قال: "سُم" بضم السِّين ثم نصبه مفعولًا ثانيًا لأسماك كما قلنا (¬3).
وفي شرح كتاب سيبويه أنَّه قد يكون (سمًا) في البيت غير المقصود سيكون ألفه ألف التنوين بدليل رواية: سِمًا فيه بالكسر.
الشاهد الثالث والعشرون (¬4)، (¬5)
وَكَانَ لَنَا أبو حَسَنٍ عَلِيٌّ ... أبًا برًّا ونحنُ لَهُ بنينُ
أقول: قائله هو أحد أولاد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
¬__________
(¬1) ينظر اللسان مادة (سما).
(¬2) الضمير يعود على ابن هشام وغيره ممن يستشهدون بهذا البيت.
(¬3) وفي (الاسم) ثمان عشرة لغة جمعها الدنوشري في قوله:
سُمِاء سِمٌ واسمٌ سماةٌ كذا سُمًا ... وزد سمة واثلث أوائلَ كلِّها
حاشية الشيخ يس على التصريح:
(¬4) لم يرد البيت في شرح ابن الناظم، وهو في أوضح المسالك (1/ 29).
(¬5) البيت من بحر الوافر المقطوف العروض والضرب، وقد نسب لأحد أبناء علي بن أبي طالب.