كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الأول: ألا يكون في آخره همزة.
والثاني: ألا يكون معتلًّا.
والثالث: أن يكون بعد متحرك.
والرابع: أن لا يكون منصوبًا منونًا.
فلذلك قيل: إن قوله: "جدبَّا" ضرورة، وأما قوله: "القصبَّا" فالقياس فيه أن يقال: القصب؛ لكنه اضطر فحرك في الوصل ما كان ساكنًا، وترك التضعيف على حاله في الوقف تشبيهًا للوصل بالوقف في حكم التضعيف. فافهم.
الشاهد السادس والعشرون بعد المائتين والألف (¬1)، (¬2)
فلوْ أَنَّ الأطِبَّا كانُ حَوْلِي ... ............................
أقول: ذكره ابن عصفور (¬3)، وغيره (¬4)، ولم أر أحدًا عزاه إلى قائله، وتمامه:
...................... ... وكان مع الأطبَّاءِ الأُساة
وبعده بيت آخر وهو:
إذًا مَا أَذْهَبُوا وَجْدًا بقَلْبِي ... وإِنْ قيلَ الأُسَاةُ هُمُ الشُّفَاةُ
وهما من الوافر.
قوله: "الأطباء": جمع طبيب، و "الأساةُ" بضم الهمزة؛ جمع: آسٍ، وهو الجراح، قال الجوهري: الآسي: الطبيب، والجمع: أساة مثل: رام ورماة (¬5).
الإعراب:
قوله: "فلو أن" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، ولو للشرط، و "أن" في محل الرفع على
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (5/ 173).
(¬2) البيت مع تمامه من بحر الوافر، ومع قدمه وكثرة الاستشهاد به لكنه غير منسوب لأحد، وانظره في مجالس ثعلب (109)، ومعاني القرآن للفراء (1/ 89)، والإنصاف (385)، وابن يعيش (7/ 5)، وأسرار العربية (317)، وخزانة الأدب (5/ 229).
(¬3) ضرائر الشعر لابن عصفور (119 - 127).
(¬4) انظر معاني القرآن للفراء (1/ 89)، وتفسير الكشاف للزمخشري: عند قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1].
(¬5) الصحاح للجوهري مادة: "أسا".