كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الاستشهاد فيه:
في قوله: "مسلمت" حيث وقف عليها بالتاء، والقياس بالهاء.

الشاهد الرابع والثلاثون بعد المائتين والألف (¬1)، (¬2)
تَجَاوَزْتُ هِنْدًا رَغْبَةً عنْ قِتالِه ... إلى مَلِكٍ أعشُو إلى ضَوْء نارِهِ
أقول: [لم أقف على اسم قائله] (¬3)، وقد أنشد الإمام ناصر الدين شارح الألفية لابن معطٍ هذا البيت هكذا (¬4):
1 - تَجَاوَزْتُ هِنْدًا رَغْبَةً عنْ قِتالِهِ ... إِلَى مَلِكٍ أعْشُو إِلَى ذِكْرِ مَالِكِ
2 - وَأَيْقَنْتُ أنِّي عِنْدَ ذَلِكَ ثَائِدٌ ... غَدَاةَ إذَنْ أَوْ هَالِكٌ فيِ الْهَوَالِكِ
وهما من الطويل.
1 - قوله: "هندًا" أراد به: اسم رجل فلذلك صرفه، وأعاد الضمير إليه بالتذكير، قوله: "أعشو" بالعين المهملة؛ من عشا يعشو عشوًا، وهو أن يستضيء ببصر ضعيف أو بضوء ضعيف في ظلمة.
وقال ابن دريد: العشو: مصدر عشوت إلى ضوئك أعشو عشوًا إذا قصدتك بليل ثم صار كل قاصد شيئًا عاشيًا (¬5).
وقال صاحب كتاب العين: العشو إتيانك نارًا ترجو عندها هدي أو خيرًا (¬6)، وقال ابن الأعرابي: فلان يعشو إلى فلان إذا أتى يطلب ما عنده.
¬__________
(¬1) أوضح المسالك (4/ 346).
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو لقائل مجهول، وانظره في شرح التصريح (2/ 339)، وابن يعيش (5/ 93)، واللسان مادة: "هلك"، والمعجم المفصل (413)، والشواهد النحوية المجهولة القائل في الأمالي الشجرية (94)، د. أحمد السوداني، أولى (2006 م).
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).
(¬4) لم نعثر على شرح الألفية للإمام ناصر الدين، والمطبوع من شرح الألفية لابن معطٍ هو شرح ابن جمعة الموصلي، وانظر البيت المذكور فيه (480).
(¬5) انظر نصه في جمهرة اللغة لابن دريد (3/ 62).
(¬6) قال الخليل مادة عشو، وعشي "العَشْوُ: إتيانك نارًا ترجو عندها خيرًا وهدى. عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْوًا وعُشُوًّا. قال الحطيئة:
متى تأتِهِ تعشو إلى ضَوْءِ نارِه ... تَجِدْ خَيْرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ".

الصفحة 2077