كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
تفتح (¬1)، وقال كراع: والنقر أيضًا أن تحتفر الخيل بحوافرها، وقال ابن يسعون (¬2): وروى غير سيبويه: إذا جد النفر بفتح النون والفاء، قوله: "أثابي" بفتح الهمزة والثاء المثلثة وكسر الباء الموحدة؛ جمع ثبة، وهي الجماعة، وهو منصوب على الحال.
الإعراب:
قوله: "أنا" مبتدأ، وخبره قوله: "ابن ماوية"، قوله: "إذ" ظرف بمعنى حين، قوله: "جد النقر": جملة من الفعل والفاعل.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "جد النقر" فإن القياس فيه: النَقْر، بفتح النون وسكون القاف، ولكن لما وقف نقل حركة الراء إلى القاف؛ إذ كان ساكنًا؛ ليعلم السامع أنها حركة الوقف في الوصل؛ كما تقول: هذا بكر ومررت ببكر، ولا يكون ذلك في النصب، قال ابن يسعون: أراد النقر بالوقف فالتقى ساكنان وحرك القاف بالحركة التي هي الضمة الواجبة له في حال الوصل، وإنما فعلوا ذلك لوجهين:
أحدهما: الخوف على حركة الإعراب أن يستهلكها الوقف.
والوجه الآخر: الاستراحة من اجتماع ساكنين.
الشاهد السادس والثلاثون بعد المائتين والألف (¬3)، (¬4)
إذا ما تَرَعْرَعَ فينا الغُلامُ ... فما إِنْ يُقَالُ لهُ مَنْ هُوَهْ
أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، حكى ابن الكلبي عمن حدثه من أشياخ الأنصار أن السِّعلاة لقِيَتْ حسانَ بنَ ثابت - رضي الله عنه - في بعض أزِقَّة المدينة فَصَرَعَتْهُ وقعدتْ على
¬__________
(¬1) الصحاح: "نقر".
(¬2) هو أبو الحجاج يوسف بن بقي بن يسعون التحجيبي الباجلي، مات في حدود (540 هـ)، ومن مؤلفاته: المصباح في شرح ما أعتم من شواهد الإيضاح (مفقود). ينظر البغية، الترجمة رقم (2199).
(¬3) أوضح المسالك (4/ 357).
(¬4) البيت من بحر المتقارب التام، وهو لحسان بن ثابت الأنصاري، شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفخر، وهو أول أبيات ثلاثة ذكرها الشارح، وذكر قصتها، وانظر الأبيات في ديوان حسان (397)، ط. دار المعارف، وانظره أيضًا في الديوان بشرح البرقوقي (475)، نشر دار الكتاب العربي، والخزانة (2/ 428)، والتصريح (2/ 345)، ورصف المباني (399)، وابن يعيش (9/ 84).