كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

الاستشهاد فيه:
في موضعين:
الأول: أنَّه اعتبر معنى (كلا) وثنى الخبر؛ حيث قال: "أقلعا".
الثَّاني: أنَّه اعتبر لفظ "كلا" ووحد الخبر حيث قال: "رابي".
ويقال: فيه استشهاد آخر حيث قال: "أنفيهما" ولم يقل آنافهما على الأفصح مثل قوله تعالى: {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4].
قلت: فيه نظر من وجهين:
الأول: أنَّه لو قال آنافهما لخرج الكلام عن الوزن.
والثاني: أنَّه ذكر على الأصل؛ لأنَّ الفرسين ليس لهما إلَّا أنفان، وذكر الآناف وإرادة الأنفين مجاز، والأصل ترك المجاز إلَّا لنكتة، فافهم (¬1).

الشاهد الخامس والعشرون (¬2)، (¬3)
في كِلْتَ رِجلَيهَا سُلامَى وَاحِدَهْ ... ..........................
أقول: قائله راجز من الرجاز لم أقف على اسمه، وتمامه:
......................... ... كِلْتاهُمَا مَقْرُونَةٌ بزَائِدَهُ
وهو من الرجز المسدس.
قوله: "في كلتا رجليها"؛ أي: "في أحد رِجلَيهَا سُلامَى"، بضم السِّين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم؛ وهي واحدة السلاميات، وهي العظام التي تكون بين مفصلين من مفاصل الأصابع في اليد والرجل.
الإعراب:
قوله: "سُلامى" مبتدأ و "واحده" صفَتُه، وخبره قوله: "في كلتا رجليها".
¬__________
(¬1) قال الزمخشري: "ويجعل الاثنان على لفظ الجمع إذا كانا متصلين كقولك: ما أحسن رؤوسهما، وفي التنزيل: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} ..... وفيه: {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}. المفصل للزمخشري (187) ط. دار الجيل، وشرح ابن يعيش (4/ 155)، وينظر شرح شواهد المغني (552).
(¬2) توضيح المقاصد للمرادي (1/ 87).
(¬3) البيت من بحر الرجز، غير معروف قائله، وانظره في الإنصاف (439)، وابن يعيش (6/ 6).

الصفحة 208