كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
و"العرين": مأوى الأسد الذي فيه أولاده، قوله: "خاظي" بالمعجمتين؛ من خظي لحمه أي اكتنز.
الإعراب:
قوله: "ألا" للتنبيه، قوله: "مَنْ" استفهامية في محل الرفع على الابتداء، و "مبلغ": خبره، و"حسان" منصوب على الفعولية، و "عني" يتعلق بمبلغ، و "مغلغلة": مفعول مبلغ أيضًا، قوله: "تدب": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى مغلغلة، و "إلى عكاظ" يتعلق بها، والجملة في محل النصب على أنها صفة لمغلغلة] (¬1).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حسان" فإن الشاعر منعه من الصرف، وذلك يدل على زيادة نونه (¬2).
الشاهد الأربعون بعد المائتين والألف (¬3)، (¬4)
أمهتي خِنْدِفٌ وإلياسُ أَبِي ... ................................
أقول: قائله هو قصي بن كلاب بن مرة أحد أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقبله:
إِنِّي لَدَى الحَرْبِ رَخِيُّ اللَّبَبِ ... عِنْدَ تَنَادِيهِمْ بِهَالِ وَهَبِى
وبعده:
حَيْدَةُ خَالِي ولَقِيطٌ وعَلِي ... وحَاتِمُ الطائِيُّ وَهَّابُ المِئِي (¬5)
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في النسخ التي بين أيدينا، واستكملناه من النسخة التي ظهرت حديثًا.
(¬2) تزاد النون فيما يتوسط فيه بين الألف والفاء حرف مشدد نحو: حسان، ورمان، أو حرف لين نحو: عقيان، وعنوان، وهذا الإطلاق على وفق ما ذهب إليه الجمهور، فإنهم يحكمون بزيادة النون في مثل ذلك إلا أن يدل دليل على أصالتها، أما ابن مالك فقد ذهب في الكافية والتسهيل إلى أن النون في ذلك كالهمزة في تساوي الاحتمالين، فلا يلغى أحدهما إلا بدليل. ينظر شرح الأشموني (4/ 265)، وشرح الكافية الشافية (2044).
(¬3) توضيح المقاصد (5/ 261).
(¬4) بيت من الرجز المشطور، وهو أول أبيات ثلاثة قالها قصي بن كلاب، أحد أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتخر بالشجاعة والانتساب، وقد ذكرها الشارح، وانظر الأبيات في المحتسب (2/ 224)، وشواهد الشافية (301)، والخزانة (7/ 379)، وابن يعيش (3/ 10)، والممتع (217).
(¬5) نقده البغدادي في هذا البيت قائلًا: "وهذا لا أصل له، فإن الرجز عنده لقصي بن كلاب، أحد أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكيف يكون حاتم الطائي أبًا لقصي مع أنه بعده لمدة طويلة، وقافية الرجز أيضًا تأباه، وليس في هذا اشتباه". خزانة الأدب (7/ 679).