كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "خندف" بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال وفي آخره فاء، وهي أم مدركة زوجة إلياس، واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحارث (¬1) بن قضاعة، واشتقاق خندف من الخندفة، وهو مشي فيه سرعة وتقارب خطى، والنون زائدة، وعن الخليل: أن الخندفة مشي كالهرولة للنساء خاصة دون الرجال (¬2)، وإلياس هو ابن مضر بن نزار، وهو بفتح الياء آخر الحروف وبالهمزة، ويقال: إلياس بكسر الهمزة موافقًا لاسم إلياس النبي - عليه السلام -.
وقال السهيلي: ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنًا" (¬3)، وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج.
الإعراب:
قوله: "إني" الضمير المتصل اسم إن، وخبره قوله: "رخي اللبب"، وقوله: "لدى الحرب": كلام إضافي ظرف، قوله: "أمهتي" مبتدأ، وخبره قوله: "خندف"، وكذلك قوله: "وإلياس" مبتدأ، وخبره قوله: "أبي".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أمهتي" حيث أظهر فيه الهاء، وهو على الأصل، وذلك لأن أصل أم: أمهة، ولذلك يجمع على: أمهات، ويقال: الأمهات للناس، والأُمَّات للبهائم (¬4).
¬__________
(¬1) في: (أ، ب): ابن الحاق.
(¬2) قال الخليل في العين مادة الخاء والدال: "خندف: الخَنْدَفَةُ: مشية كالهرولة للنساء والرجال، قالت ليلى القضاعية لزوجها إلياس بن مضر بن نزار: ما زلت أُخَنْدِفُ في أثركم، فقال لها: خِنْدِف، فصار اسمها إلى اليوم".
(¬3) قال السهيلي في الروض الأنف (1/ 28): "روي عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَال: "لَا تَسُبّوا إلْيَاسَ فَإِنّهُ كَانَ مُؤْمِنًا" وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ فيِ صُلْبِهِ تَلْبِيَةَ النبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَجّ. يَنْظُرُ في كِتَابِ الْمَوْلِدِ لِلْوَاقِدِيّ. وَإلْيَاسُ أَوّلُ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ لِلْبَيْت".
(¬4) قال الرضي: "على أن الهاء في: "أمهتي" زائدة، قال ابن جني في سر الصناعة: كان أبو العباس يخرج الهاء من حروف الزيادة، ويذهب إلى أنها إنما تلحق في الوقف في نحو: اخشه، وارمه، وهُنَهْ ولكنهْ، وتأتي بعد تمام الكلمة، وهذه مخالفة منه للجماعة وغير مرضي عندنا؛ وذلك لأن الدلالة قد قامت على زيادة الهاء في غير ما ذكره، فمما زيدت فيه الهاء قولهم: أمهات، ووزنه: فعلهات، والهاء زائدة؛ لأنه بمعنى؛ الأم، والواحدة: أمهة، قال: (البيت) أي: أمي" ينظر شرح شواهد الشافية (302)، وسر الصناعة (563، 564).

الصفحة 2086