كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الاستشهاد فيه:
في إثبات همزة الوصل في الدرج للضرورة؛ لأن ذلك لا يجوز في حالة الاختيار. فافهم (¬1).
الشاهد الثاني والأربعون بعد المائتين والألف (¬2)
لا نسب اليوم ولا خلة ... إتسع الخرق على الراقع
أقول: قد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد "لا" التي لنفي الجنس (¬3).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "إتسع" حيث أثبت فيه همزة الوصل في الدرج للضرورة، ومثل هذا يقع كثيرًا في أوائل أنصاف الأبيات (¬4).
الشاهد الثالث والأربعون بعد المائتين والألف (¬5)، (¬6)
وهلْ لِي أُمٌّ غيرُها إنْ ذكرْتُهَا ... أَبَى اللَّهُ إلَّا أنْ أكونَ لها ابْنَمَا
أقول: قائله هو المتلمس (¬7)، واسمه جرير بن عبد المسيح، وهو من قصيدة ميمية من الطويل، وأولها هو قوله (¬8):
¬__________
(¬1) قال ابن عصفور: "ومن الضرائر قطع ألف الوصل في الدرج إجراء لها مجراها في حال الابتداء بها، وأكثر ما يكون ذلك في أول النصف الثاني من البيت لتقدير الوقف على الأنصاف التي هي الصدور .. وقد يقطع في حشو البت، وذلك قليل، ومنه قول قيس بن الخطيم: (البيت) ... ألا ترى أن الألف من (اثنين) مقطوع في جميع ذلك وهي ألف وصل". ضرائر الشعر (53 - 55)، وانظر شرح شواهد الشافية (183) وما بعدها.
(¬2) توضيح المقاصد (5/ 267).
(¬3) ينظر الشاهد رقم (316).
(¬4) ينظر تحقيق البيت السابق، والضرائر (53)، وقال ابن يعيش في شرح المفصل (9/ 138) في حكم الهمزة في أول الشطر الثاني: "وهو هنا أسهل لأنه في أول النصف الثاني، فالعرب قد تسكت على أنصاف الأبيات وتبتدئ بالنصف الثاني فكأن الهمزة وقعت أولًا".
(¬5) توضيح المقاصد (5/ 272).
(¬6) البيت من بحر الطويل، من قصيدة عدتها عشرون بيتًا للمتلمس الضبعي يدافع فيها عن نسبه، وعن أمه، وقبل بيت الشاهد قوله:
ولو غير أخوالي أرادوا نقمصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسمَا
وانظر بيت الشاهد في المقتضب (2/ 93)، والخصائص (2/ 182)، وسر الصناعة (115)، وابن يعيش (9/ 133)، والمنصف (1/ 58)، والخزانة (10، 58).
(¬7) شاعر جاهلي خال طرفة بن العبد، وهو وطرفة صاحبا الصحيفة المشهورة (ت 96 هـ)، الأعلام (2/ 119).
(¬8) ديوان المتلمس الضبعي (14)، تحقيق: حسن كامل الصيرفي (1970)، معهد المخطوطات، بالقاهره، وانظرهما =