كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

1 - يُعَيِّرُنِي أُمِّي رِجَالٌ وَلَا أَرَى ... أخَا كَرَمٍ إلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا
قوله: "أبى اللَّه" أي: منع أن لا أكون إلا ابنًا لها.
الإعراب:
[قوله: "وهل" الواو للعطف، وهل للاستفهام، وقوله: "لي أم": جملة من المبتدأ والخبر، قوله: "غيرها" بالرفع صفة لأم، قوله: "إن" للشرط، و "ذكرتها": جملة فعل الشرط، والجواب محذوف، دل عليه الكلام السابق، قوله: "أبى اللَّه" فعل وفاعل، و "أن" مصدرية، والتقدير: إلا كوني ابنًا لها؛ أي: لأمي، و "ابنما": منصوب لأنه خبر لأكون] (¬1).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ابنما" فإن أصله: ابن، زيدت فيه الميم للمبالغة؛ كما زيدت في: زرقم، وشجعم (¬2).

الشاهد الرابع والأربعون بعد المائتين والألف (¬3)، (¬4)
عَلَّمَنَا إِخْوَانُنَا بَنُو عِجلْ ... شُرْبَ النَّبِيذِ واصطِفَافًا بالرِّجِلْ
أقول: لم أقف عل اسم راجزه، وقال أبو عمرو: سمعت أبا سوار الغنوي ينشد:
عَلَّمَنَا إِخْوَانُنَا بَنُو عِجلْ ... الشَّغْزَبَي ثُمَّ اعْتِقَالًا بالرِّجْلْ
قلت: "الشغزبي": ضرب من الصراع، و "الاعتقال": أن يدخل رجله بين رجلي صاحبه حتى يصرعه، و "الاصطفاق" بالقاف في آخره، الرقص.
الإعراب:
قوله: "علمنا": فعل ومفعول، و "إخواننا": كلام إضافي فاعله، وقوله: "بنو عجل": كلام إضافي عطف بيان أو بدل، وقوله: "شرب النبيذ": كلام إضافي نصب على أنه مفعول
¬__________
= أيضًا في المفضليات (244).
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في النسخ التي بين أيدينا واستكملناه من النسخة التي ظهرت حديثًا.
(¬2) قال ابن يعيش: "وأما (ابنم) فهو ابن زيدت عليه الميم للمبالغة والتوكيد؛ كما زيدت في: زرقم، وشجعم .. قال الشاعر: (البيت) " (9/ 133).
(¬3) توضيح المقاصد (5/ 220).
(¬4) البيتان من بحر الرجز المشطور، وهما لقائل مجهول، وانظرهما في الخصائص (2/ 337)، نوادر أبي زيد (30)، والإنصاف (734)، واللسان: "عجل"، وروايته في الخصائص كالآتي:
علمنا أخوالنا بنو عجل ... الشغزبي واعتقالًا بالرجل

الصفحة 2089