كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
ثان لعلمنا، قوله: "واصطفاقًا": عطف على شرب النبيذ، و "بالرجل" يتعلق به.
الاستشهاد فيه:
في: "عجل، الرجل" فإن الشاعر حرك الجيم فيهما للضرورة (¬1)، وبنو عجل قبيلة تنسب إلى عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
الشاهد الخامس والأربعون بعد المائتين والألف (¬2)، (¬3)
أَأَلْحَقُ إنْ دارُ الرَّبَابِ تباعدَتْ ... أو انْبَتَّ حَبْلٌ أنّ قلبَكَ طائِرٌ
أقول: قائله هو حسان بن يسار التغلبي، وبعده:
2 - أَمِتْ ذِكْرَهَا وَاجْعَلْ قَدِيمَ وِصَالِهَا ... وَعِشْرَتهَا كَبَعْضِ مَنْ لَا تُعَاشِرُ
3 - وَهَبْهَا كَشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ أَوْ كَنَازِحٍ ... بهِ الدَّارُ أَوْ مَنْ غَيَّبَتْهُ المقَابِرُ
وهي من الطويل.
قوله: "الرباب" بفتح الراء بعدها باء موحدة وفي آخره باء أخرى، وهو اسم امرأة، قوله: "انبتّ" أي: انقطع؛ من البت وهو القطع، وأراد بـ "الحبل" حبل المودة، وهو الوصلة التي كانت بينهما.
الإعراب:
قوله: "أَأَلحق" بهمزتين:
¬__________
(¬1) مذهب الكوفيين في نقل الحركة على المنصوب المحلى بأل الساكن ما قبل آخره هو الجواز، فيجوز أن يقال عندهم: رأيت البكَرْ، ومذهب البصريين هو منع ذلك، واتفق المذهبان في حالتي الرفع والجر بالضم والكسر، فيقال في الرفع: هذا البكُرْ، وفي الجر: مررت بالبكِرْ، وهذا الشاهد احتج به الكوفيون على قولهم ووافقهم الأنباري، وجعله البصريون ضرورة. ينظر الإنصاف مسألة (106)، وقال الأشموني: "وأما قوله: (البيت) فهو من النقل للوقف، أو من الإتباع فليس بأصل". الأشموني (4/ 240)، وينظر القول نفسه في الخصائص (2/ 337).
(¬2) توضيح المقاصد (5/ 276)، وأوضح المسالك (4/ 191).
(¬3) البيت من بحر الطويل، ولحسن معناه في الغزل ادعاه كثير من الشعراء لعمر بن أبي ربيعة، وقيل: لكثير عزة، وقيل: لجميل بثينة، ونسب هنا لحسان بن يسار، وقد وجد في دواوين هؤلاء الشعراء جميعًا؛ كما وجد منسوبًا لكثير في الأغاني (1/ 127)، وانظره في الكتاب (3/ 136)، وينظر الديوان (101)، والتصريح (2/ 366)، والأشموني (4/ 278)، والخزانة (10/ 277).