كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الأولى: همزة الاستفهام.
والثانية: همزة أداة التعريف، وارتفاع الحق على أنه مبتدأ، وخبره الجملة، أعني قوله: "أن قلبك طائر"، والعائد محذوف تقديره: أن قلبك طائر له، أي: لأجله، أي: لأجل بعد دار الرباب، قوله: "إن" للشرط، وفعل الشرط محذوف تقديره: إن تباعدت دار الرباب، و "تباعدت" المذكورة مفسرة لها، وقوله: "أو انبت حبل": جملة من الفعل والفاعل عطف على الجملة الأولى.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أألحق" فإنه سهل الهمزة الثانية بين بين، والأَوْلى إبدال الثانية ألفًا، وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى: {قُلْءَآلذَّكَرَيْنِ} [الأنعام: 144] (¬1).

الشاهد السادس والأربعون بعد المائتين والألف (¬2)، (¬3)
ألَا لَا أرى إثنين أحسنَ شِيمَةً ... على حَدَثَانِ الدَّهْرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
و"الشيمة" بكسر الشين المعجمة؛ الخلق والطبيعة، و "حدثان الدهر": الذي يحدث فيه من النوائب والنوازل، قوله: "جمل" بضم الجيم وسكون الميم وفي آخره لام، وهو اسم امرأة.
الإعراب:
قوله: "ألا" للتنبيه، و "لا أرى": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "إثنين" مفعوله الأول، وقوله: "أحسن" مفعوله الثاني، و"شيمة" نصب على التمييز، قوله: "على حدثان" يتعلق
¬__________
(¬1) قال الأشموني: "ويبدل همز الوصل المفتوح مدًّا في الاستفهام وهو الأرجح، أو يسهل بين الهمزة والألف مع القصر ولا يحذف؛ كما يحذف المضموم من نحو قولك: أضطر الرجل، وكما يحذف المكسور في نحو: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} [ص: 63] .. لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، ولا يحقق لأن همز الوصل لا يثبت في الدرج إلا لضرورة كما مر، فتقول: آلحسن عندك، وآيمن الله يمينك ... وبالتسهيل مرجوحًا، ومنه قوله: (البيت) وقد قرئ بالوجهين في مواضع من القرآن نحو: {ءَآلذَّكَرَيْنِ}، {ءَآلْئَانِ} ". ينظر شرح الأشموني بمضمون الألفية (4/ 277، 278)، وينظر سر الصناعة (340).
(¬2) أوضح المسالك (4/ 390).
(¬3) البيت من بحر الطويل، لجميل بثينة وليس في ديوانه: (شعراؤنا)، وينظر المحتسب (1/ 248)، والأغاني (21/ 255)، والخزانة (7/ 202)، ورصف المباني (41)، وسر الصناعة (341)، والتصريح (2/ 366)، وابن يعيش (9/ 19).

الصفحة 2091