كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الاستشهاد فيه:
في قوله: "مغيوم" فإنه جاء على أصله بدون إعلال، والقياس فيه: مغيم (¬1).
الشاهد الخامس والخمسون بعد المائتين والألف (¬2)، (¬3)
........................ ... وَمَا أرّقَ النُّيَّامَ إلَّا كَلَامُهَا
أقول: قائله هو أبو الغمر الكلابي، وصدره:
ألا طَرَقَتنَا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ ... ................................
وهو من الطويل:
قوله: "طرقتنا": من الطروق من طرق إذا أتى أهله ليلًا.
الإعراب:
قوله: "ألا" للتنبيه، و "طرقتنا": جملة من الفعل والفعول، و "مية": فاعلها، و "ابنة منذر": كلام إضافي صفة لمية، قوله: "وما" للنفي، و "أرق": فعل؛ أي: أسهر، و "النيام": مفعوله، قوله: "إلا كلامها" بالرفع فاعله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "النيام" فإن أصله: النوّام بضم النون جمع نائم، وأصله: النيوام، قلبت الياء واوًا وأدغمت الواو في الواو فصار النوّام (¬4)، وقلب الواو ياء، وإدغام الياء في الياء شاذ (¬5).
¬__________
(¬1) ينظر الشاهدان السابقان (1250، 1251).
(¬2) ابن الناظم (864)، وتوضيح المقاصد (4/ 75)، وأوضح المسالك (4/ 422).
(¬3) البيت من بحر الطويل، نسب في بعض مراجعه لذي الرمة، غير أنه ليس في ديوانه، وأما الذي في ديوان ذي الرمة فهو قرله: (صحبت فما نفر التقويم إلا سلامها)، انظر الديوان (2/ 1003)، وانظر بيت الشاهد في الخزانة (3/ 419)، وشرح شواهد الشافية (381)، وابن يعيش (10/ 93)، والمنصف (2/ 5)، والتصريح (2/ 383)، وشرح شافية ابن الحاجب (3/ 143)، والممتع (2/ 498).
(¬4) هذا كلام لا معنى له؛ فالنيام، أصله النوام، والنوام لا أصل له، وإنما يقال: وقعت الواو عينًا لنوام لفظًا جمعًا فقلبت ياء.
(¬5) تبدل الواو من الياء في عشرة مسائل منها: أن تكون عينًا لفُعل جمعًا صحيح اللام؛ بشرط عدم وجود الفاصل بين العين واللام نحو: صُيَّم، ونُيَّم، والأكثر فيه التصحيح فتقول: صوَّم، ونوم، ويجب التصحيح إن اعتلت اللام لئلا يتوالى إعلالان نحو: شوى، وغُوّى جمعي: شاو، وغاو، أو فصلت من العين نحو: صوام، ونوّام لبعدها حينئذ من الطرف، ومن هنا شذ في قوله: "النيام" لأنه جمع: نائم، وأصله ناوم، وأصل الجمع على هذا: نوام، فقلبت الواو ياء في الجمع فحكم مثل هذا الشذوذ لوجود الألف قبل اللام، وقياسه: نيام بالتصحيح. ينظر: التصريح بمضمون التوضيح (2/ 383).