كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الاستشهاد هاهنا:
أنه إذا أريد أن يبنى من الرمي مثل: سبعان الذي هو اسم موضع يقال فيه: رموان بالواو المبدلة من الياء وضم الميم، وتحقيقه في كتاب من أخرج البيت.

الشاهد الستون بعد المائتين والألف (¬1)، (¬2)
فإنْ تَتَّعِدْنِي أَتَّعِدكَ بِمِثْلِهَا ... وَسَوْفَ أريدُ البَاقِيَاتِ القَوَارصَا
أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس، يهجو علقمة بن علاثة، وبعده (¬3):
2 - قوافيَ أمثالًا يُوَسِّعْنَ جِلْدَهُ ... كما زدتَ في عَرضِ القميصِ الدَّخارِصَا
3 - أتوعِدُنِي أنْ جَاش بَحْرُ ابنِ عمكُم ... وَبَحْرُكَ سَاجٍ لا يُوَارِي الدَّعَامِصَا
وهي من الطويل.
قوله: "القوارصا": جمع قارصة، وهي الكلمة المؤذية، ومنه: قرص البراغيث وهو لسعها.
و"الدخارص": جمع دخريص (¬4)، [قوله: "أن جاش": من جاشت النفس تجيش جيشًا وجيشانًا إذا غلت، قال الخليل: وكذلك كل شيء يغلي فهو يجيش حتى الهم والغصة في الصدر، والبئر إذا نبع ماؤها، والوادي إذا زخر، قوله: "وبحرك ساج" أي: ساكن، من سجا يسجو سجوًا إذا سكن ودام، والبحر في الموضعين بالباء الموحدة، قوله: "لا يواري" أي: لا يستر] (¬5)، و "الدعامص": جمع دعموص، وهي دويبة تغوص في الماء، وقد عدها بعضهم من الممسوخات؛ كالقرد والخنزير والفيل، وهو بالعين والصاد المهملتين.
الإعراب:
قوله: "فإن" الفاء عاطفة، وإن للشرط، و "تتعدني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول
¬__________
(¬1) أوضح المسالك (4/ 396).
(¬2) البيت من قصيدة طويلة للأعشى يهجو فيها علقمة بن علاثة، وهي تحت عنوان: هل كنتم إلا عبدًا؟، وانظر ديوان الأعشى (99)، ط. دار صادر، وانظر الشاهد في سر الصناعة (147)، والتصريح (2/ 390)، وابن يعيش (1/ 37)، والممتع (2/ 386)، والخزانة (1/ 141)، والتاء وأثرها في بنية الكلمة العربية (142)، د. أحمد السوداني، أولى (2004 م).
(¬3) الديوان (102)، ط. دار الكاتب العربي، و (99)، ط. دار صادر بيروت.
(¬4) في الصحاح للجوهري: "الدخريص: واحد دخاريص القميص".
(¬5) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).

الصفحة 2106