كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

الاستشهاد فيه:
في قوله: "يتلجن" فإن أصله يوتلجن؛ لأنه من ولج؛ كما ذكرنا، فأبدلت الواو تاء، وأدغمت التاء في التاء (¬1).

الشاهد الثالث والستون بعد المائتين والألف (¬2)، (¬3)
هُوَ الجَوَادُ الذي يعْطِيكَ نائلَهُ ... عَفْوًا ويُظْلَمُ أَحْيَانًا فيَظّلِم
أقول: قائله هو زهير بن أبي سلمى، وهو من قصيدة طويلة من البسيط يمدح بها هرم بن سنان، وأولها (¬4):
1 - قِفْ بالديارِ التي لم يعفُها القِدَمُ .... بِلًى وَغَيَّرَهَا الأَروَاحُ والديَمُ
إلى أن قال:
هُوَ الجَوَادُ ............... ... .................... إلخ
وبعده:
وإنْ أتَاهُ خَليلٌ يَومَ مَسأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غَائب مَالِي ولَا حَرَمُ
قوله: "لم يعفها" أي: لم يدرسها ولم يمح أثرها تقادم عهدها، و "الأرواح": جمع ريح، و "الديم" بكسر الدال؛ الأمطار الدائمة مع سكون.
قوله: "نائله" أي: عطاؤه، قوله: "عفوًا" أي: سهلًا بلا مطل ولا تعب، و "الخليل": الفقير، و "الحرم" بفتح الحاء وكسر الراء، وهو الممنوع.
الإعراب:
قوله: "هو" مبتدأ، وأراد به هرم بن سنان، و "الجواد" خبره، وقوله: "الذي" موصول، و "يعطيك": فعل وفاعل ومفعول، و "نائله": كلام إضافي مفعول ثان، والجملة صلة للموصول.
¬__________
(¬1) انظر التعليق الأخير في الشاهد رقم (1258)، وانظر ابن يعيش (10/ 37)، والممتع (1/ 384).
(¬2) توضيح المقاصد (6/ 82)، وأوضح المسالك (4/ 432).
(¬3) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لزهير بن أبي سلمى، يمدح بها هرم بن سنان، وقد سبق الحديث عنها في الشاهد رقم (1113)، وانظر الشاهد المذكور في الكتاب (4/ 468)، وابن يعيش (10/ 47)، وسر الصناعة (219)، والتصريح (2/ 391)، وشرح شواهد الشافية (493)، وشرح شافية ابن الحاجب (3/ 189)، والتاء وأثرها في بنية الكلمة العربية (181)، د. أحمد السوداني.
(¬4) الديوان (113) شرح علي فاعور، ط. دار الكتب العلمية، و (96)، تحقيق: فخر الدين قباوة.

الصفحة 2109