كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
قوله: "غفوًا" نصب على المصدرية كسهلًا (¬1)، قوله: "ويظلم" على صيغة المجهول؛ جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل، و"أحيانًا" نصب على الظرفية، قوله: "فيظلم": عطف
على قوله: "ويظلم"، وهو على صيغة المعلوم، ومعناه: يحتمل الظلم.
والاستشهاد فيه:
في قوله: "فيظلم" فإن أصله: يظتلم، وهو يفتعل من الظلم، قلبت التاء طاء لمجاورتها الظاء، فإذا أدغم فمنهم من بقلب الطاء ظاء ثم يدغم الظاء في الظاء فيصير: يظلم [بظاء معجمة مشددة، ومنهم من يقلب الظاء طاء ثم بدغم الطاء في الطاء على القياس فيصير: يطلم] (¬2) بطاء مهملة مشددة، والبيت يروى على الوجهين (¬3).
وقال ابن هشام: وقد يروى بثلاثة أوجه: الإظهار، والإدغام مع إبدال الأول من جنس الثاني، ومع عكسه (¬4).
الشاهد الرابع والستون بعد المائتين والألف (¬5)، (¬6)
لها أشاريرُ من لحمٍ تُتَمِّرُهُ ... من الثعَالِي ووخْزٌ من أرانيها
أقول: قائله هو أبو كاهل النمر بن تولب اليشكري، يصف فرخة عقاب تسمى غُبة كانت لبني يشكر، وهو بالغين المعجمة المضمومة، وفتح الباء الموحدة المشددة، وفي آخره هاء.
وهو من البسيط.
قوله: "أشارير" هي قطع قديد من اللحم، قوله: "تتمره": من تمرت اللحم والتمر بالتاء المثناة من فوق (¬7)، وتشديد الميم إذا جففتهما، قال الجوهري: تتمير اللحم، والتمر بتجفيفهما، ثم أنشد البيت المذكور (¬8)، قوله: "ووخز" بالخاء والزاي المعجمتين، معناه: شيء قليل.
¬__________
(¬1) ينظر المفعول المطلق في ابن يعيش (1/ 113، 114).
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) ينظر الممتع (360)، والمنصف (2/ 329)، وابن يعيش (4/ 10، 149).
(¬4) ينظر أوضح المسالك (4/ 432).
(¬5) توضيح المقاصد (6/ 7).
(¬6) البيت من بحر البسيط، نسب في مراجعه إلى النمر بن تولب؛ لكنه غير موجود في ديوانه ط. العراق، تحقيق: نوري القيسي، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (2/ 273)، والمقتضب (1/ 247)، والممتع (1/ 369)، وابن يعيش (10/ 24)، والدرر (3/ 47)، وشرح شواهد الشافية (443).
(¬7) في (أ): بالتاء المثناة من فوق.
(¬8) ينظر الصحاح مادة: "تمر".