كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الإعراب:
قوله: "لها" أي: للفرخة، أعني: فرخة العقاب التي يصفها بهذا البيت، وهي في محل الرفع؛ لأنها خبر للمبتدأ، أعني قوله: "أشارير"، وكلمة: "من" في: "من لحم" للبيان، وقوله: "تتمره": جملة من الفعل والفاعل وهو "هي" المستكن فيه العائد إلى الفرخة، والمفعول وهو الضمير المنصوب الذي يرجع إلى اللحم، وهي في محل الجر لأنها صفة اللحم، قوله: "من الثعالي": جار ومجرور في محل الرفع على [أنها] (¬1) صفة لقوله: "أشارير"، قوله: "ووخز" بالرفع عطف على قوله: "أشارير"، قوله: "من أرانيها" في محل الرفع على أنها صفة لقوله: "ووخز".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "من الثعالي"، [وقوله] (¬2) "أرانيها" فإن أصله: من الثعالب، [والأرانب: جمع ثعلب] (¬3)، وأرنب، فأبدلت الباء الموحدة فيهما ياء آخر الحروف (¬4).
الشاهد الخامس والستون بعد الماتين والألف (¬5)، (¬6)
............................... ... مَال إِلَى أرطَاةِ حِقْفٍ فالطَّجَعْ
أقول: قاله منظور بن حية الأسدي، وصدره (¬7):
لما رأى ألا دَعَهْ ولَا شِبَعْ ... ................................
وقبله:
يا رُبَّ أبَّازٍ مِنَ العُفْر صَدَعْ ... تَقَبَّضَ الذئْبُ إليهِ واجْتَمَعْ
قوله: "ألا دعه" أي: أن لا دعه، أي: لا راحة، قال الجوهري: الدعة: الخفض، والهاء
¬__________
(¬1) و (¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).
(¬4) قال ابن عصفور: "وأبدلت -أي: الياء- من الباء على غير لزوم في جمع: ثعلب وأرنب في الضرورة، أنشد سيبويه (البيت) أراد الثعالب، وأرانب فلم يمكنه أن يسكن الباء فأبدل منها" الممتع (1/ 369).
(¬5) توضيح المقاصد (6/ 82)، وأوضح المسالك (4/ 395).
(¬6) البيت من بحر الرجز، وقد نسب لمنظور بن حية الأسدي وهو في وصف ذئب يطارد فريسة، وانظره في الخصائص (1/ 63)، وسر الصناعة (321)، وشرح الشافية (3/ 324)، وشرح شواهدها (274)، وابن يعيش (9/ 82)، والممتع (1/ 403)، والمنصف (2/ 329)، والتصرح (2/ 367).
(¬7) شرح شواهد شرح الشافية (274)، وقد روي الشاهد في ضرائر الشعر لابن عصفور (300) هكذا:
لما رأى لا دعة ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف واضطجع