كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

اذكر يوم عقرت (¬1).
قوله: "مطيتي": كلام إضافي مفعول لقوله: "عقرت"، قوله: "فيا عجبا" الألف في: عجبا، بدل من الياء؛ كما تقول: يا غلاما أقبل، تريد: يا غلامي أقبل.
فإن قلت: كيف ينادي العجب، وهو مما لا يجيب ولا يفهم؟
قلت: العرب إذا أرادت أن تعظم أمر الخبر جعلته نداء، قال سيبويه: إذا قلت: يا عجباه، فكأنك قلت: تعال يا عجب، فإن هذا من أزمانك، فإن هذا أبلغ من قولك: تعجبت، والتقدير هاهنا؛ يا قوم انتهوا للعجب (¬2).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "للعذارى" إذ أصله عذارئ بالهمزة في آخره؛ لأنه جمع: عذراء، فقلبت ياء؛ لأن الهمزة المتطرفة شأنها ذلك كما علم في موضعه، فصار: عذاري بكسر الراء، ثم أبدلت من الكسرة فتحة للتخفيف فصار: عذارى (¬3).

الشاهد السبعون بعد المائتين والألف (¬4)، (¬5)
............................. ... تَضِلُّ المَدَارَي في مثنَّى ومرسَلِ
أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وصدره:
¬__________
= "إذ"، ومن كسر الميم وخفض لإضافة الخزي إلى اليوم ولم يبنه". والقراءة بالفتح لنافع وأبي جعفر والكسائي، والقراءة بالكسر للباقين. ينظر النشر (2/ 278)، والتيسير (125)، والإتحاف (257)، والقرطبي (3289)، ط. دار الشعب، وانظر بالتفصيل توجيه القراءتين في كتابنا التوجيهات (264، 265).
(¬1) يجوز في الزمان إذا أضيف إلى جملة الإعراب على الأصل في الأسماء والبناء على الفتح حملًا على إذ وإذا لأنهما مبنيان لشبه الحرف في الافتقار المتأصل إلى جملة، فإن ولي الظرف فعلًا مبنيًّا بناء أصليًّا أو عارضًا فالبناء أرجح، وفي ذلك يقول ابن مالك:
واختر بنا متلو فعل بنيا ... ...............................
ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (2/ 42).
(¬2) قال سيبويه: "وزعم الخليل -رحمه الله- أن هذه اللام بدل من الزيادة التي تكون في آخر الاسم إذا أضفت، نحو قولك: يا عجباهْ، ويا بكراهْ، إذا استغثت أو تعجبت فصار كل واحد منهما يعاقب صاحبه". الكتاب (2/ 218).
(¬3) ينظر الممتع (1/ 329 - 331).
(¬4) أوضح المسالك (4/ 405).
(¬5) عجز بيت من بحر الطويل، ذكر الشارح صدره، وهو من معلقة امرئ القيس المشهور، وهو في وصف امرأة بغزارة الشعر، وانظر الشاهد في الديوان (115)، ط. دار الكتب العلمية، و (17)، ط. دار العارف، شرح التصريح (2/ 371)، ومعاهد التنصيص (1/ 4).

الصفحة 2117