كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
وهو من الطويل.
قوله: "أن القماءة" قال القالي: القمأ من القماءة وهو الصغر؛ كذا قال أبو بكر بن الأنباري على فَعَل، قال الشاعر:
تبين لِيَ أن القَماءَةَ ذِلة ... ..................... (¬1)
وقال أبو زيد: قمؤ الرجل قماءة إذا صغر (¬2)، والحاصل أن مصدر قمؤ على قمأ على وزن فعل بالتحريك، وقمأة بالتاء، وإنما مد في الشعر المذكور للضرورة، قوله: "طيالها" الطيال: جمع طويل.
والاستشهاد فيه:
فإنه جاء بالياء، والقياس فيه: طوالها (¬3)، وقد رواه القالي: طوالها على القياس (¬4)، وقد ترى إعراب البيت لظهوره.
الشاهد الثاني والسبعون بعد المائتين والألف (¬5)، (¬6)
وكنتُ إذا جارِي دعا لِمضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتى يبلغ الساقَ مِئْزَرِي
أقول: قائله هو أبو جندب الهُذَلي، وهو من الطويل.
¬__________
= ولما التقى الصفان واشتجر القنا ... تهالا واستاب المنايا نهالا
وانظرهما في الحماسة البصرية (1/ 35)، وشرح شواهد الشافية (385 - 387)، والخزانة (9/ 488)، والتصريح (2/ 389)، وابن يعيش (5/ 45)، (10/ 88)، والمحتسب (1/ 184)، والممتع (2/ 497)، والمنصف (1/ 342).
(¬1) ينظر شرح شواهد الشافية (385، 386).
(¬2) نصه في الأضداد (400)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، يقول أبو بكر بن الأنباري "قمؤت الإبل قموءً وقماءةً إذا سمنت، وقمؤ الرجل إذا صغر جسمه فهو قمئ قماءة، ثم أنشد البيت".
(¬3) طيالها شاذ قياسًا واستعمالًا، والقياس: طوالها وهو الكثير المستعمل، وهذا القياس علله ابن الحاجب بصحة الواو في المفرد، وعلله الرضي بتحركها في المفرد، فلو كانت ساكنة عنده لأعلت، وذكر الرضي ردّا على ابن الحاجب أنه لو كانت صحة العين في المفرد سببًا لصجتها في الجمع لما أعل، نحو: حياض، وثياب، وسياط. ينظر: شرح شواهد الشافية (385، 386).
(¬4) ينظر السابق نفسه.
(¬5) توضيح المقاصد (6/ 39).
(¬6) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لأبي جندب الهذلي عدتها عشرة أبيات، وهي في الشهامة والدفاع عن الجار، ولا شيء في ذلك إلا أن قوله:
أبى الناس إلا الشر مني فدعهم ... وإياه ما جاءوا إلي بمنكر =