كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)

قوله: "لمضُوفَةٍ" بفتح الميم وضم الضاد المعجمة وسكون الواو وفتح الفاء، قال الأصمعي: هو الأمر الذي يشفق منه، وقال أبو سعيد: هذا البيت يروى على ثلاثة أوجه: على المَضُوفَة، والمضيفة، والمضافة (¬1).
وقال ابن يعيش: المراد من المضوفة هاهنا ما ينزل من حوادث الدهر ونوائب الزمان، أي: إذا جاري دعاني لهذا الأمر شمرت عن ساقي وقمت في نصرته (¬2)، قوله: "حتى يبلغ الساق"، ويروى: حتى ينصف الساق (¬3).
الإعراب:
قوله: "وكنت" الواو للعطف إن تقدمه شيء، والضمير المتصل به اسم كان، وخبره قوله: "أشمر، وجعل الجوهري "كان" هاهنا زائدة، وقال: لأنه يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عما مضى من فعله (¬4)، وفيه نظر؛ لأن "كان" لا تقع زائدة أولًا إذا رفعت الاسم ونصبت الخبر، بل تقع زائدة إذا وقعت حشوًا كما في قوله (¬5):
........................ ... على كان المسومة العراب
قوله: "إذا جاري" تقديره: إذا دعا جاري، فقوله: "جاري": كلام إضافي مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر، ومفعول "دعا" محذوف تقديره: دعاني، واللام في لِمَضُوفَةٍ تتعلق بـ: "دعا"، قوله: "حتى" للغاية، و "أن" بعدها مضمرة، و "يبلغ" منصوب به [والساق مفعول] (¬6)، و "مئزري": كلام إضافي فاعل يبلغ، وهذا الكلام كناية عن شدة قيامه واهتمامه في نصرة جاره عند حلول النوائب؛ كما ذكرنا.
¬__________
= غير مرغوب منه لأن فيه شرّا ... ...............................
وانظر الشاهد في شرح شواهد الشافية (383)، وشرح أشعار الهذليين (1/ 588)، والممتع (2/ 470)، والمنصف (1/ 301).
(¬1) الصحاح مادة: "ضيف".
(¬2) ينظر ابن يعيش (10/ 82).
(¬3) ينظر الممتع (2/ 470).
(¬4) ليس في الصحاح مادة: "ضيف"، وهي في الصحاح مادة: "كون" وقد أنشد بيت أبي جندب وعلق عليه بما ذكره الشارح؛ كما ذكر قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
(¬5) ينظر الشاهد رقم (201)، وهو عجز بيت من الوافر، وصدره: (سراة بني أبي بكر تسامى)، وقائله مجهول، وانظره في التصريح (1/ 192)، والأشموني (1/ 241).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 2120