كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 4)
الشاهد السابع والسبعون بعد المائتين والألف (¬1)، (¬2)
يا ابنَ الزبَيرِ طَالما عَصَيكَا
أقول: قائله راجز من حِمير؛ كذا في نوادر أبي زيد (¬3)، وتمامه (¬4):
وطالما عنَّيتَنَا إليكَا .... لنضرِبَنْ بِسَيفِنَا قفيكَا
وأراد بابن الزبير: عبد اللَّه بن الزبيري - رضي الله عنهما -.
المعنى والإعراب ظاهران.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "عصيكا" فإن أصله: عصيت، فأبدل الكاف من التاء؛ لأنها أختها في الهمس، وكان سحيم إذا أنشد شعرًا، قال: أحسنك واللَّه، يريد: أحسنت (¬5).
الشاهد الثامن والسبعون بعد المائتين والألف (¬6)، (¬7)
لو شئْتِ قد نقَعَ الفؤَاد بشربَةٍ .... تدَع الصَّوَادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلًا
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة طويلة من الكامل يهجو بها الفرزدق، وأولها هو قوله (¬8):
¬__________
(¬1) توضيح المقاصد (6/ 88).
(¬2) البيت من بحر الرجز المشطور، قاله راجز من حمير، وقد ذكر الشارح بيتين بعده، وانظر الشاهد في الخزانة (4/ 428)، وشرح شافية ابن الحاجب (3/ 202)، وشرح شواهد الشافية (425)، وشرح شواهد المغني (446)، والممتع (414)، والجنى الداني (468).
(¬3) انظر النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري (105).
(¬4) ينظر شرح شواهد الشافية (425).
(¬5) هذا إبدال لم يذكره سيبويه ولا ابن السكيت في كتابه القلب والإبدال لقلته جدا في بعض لغات العرب، ينظر الممتع (414، 415)، وشرح شواهد الشافية (424، 425).
(¬6) توضيح المقاصد (6/ 96).
(¬7) البيت من بحر الكامل، من قصيدة لجرير يهجو بها الفرزدق، ديوانه (364)، دار صادر، وانظر الشاهد في سر الصناعة (296)، وابن يعيش (10/ 60)، والممتع (1/ 177)، والمنصف (1/ 187)، والهمع (2/ 66)، والمقرب (2/ 184)، وشرح الشافية (1/ 32)، وشرح شواهد الشافية (53)، والدرر (5/ 103).
(¬8) الديوان (453)، ط. دار صعب، وكذا في (364)، ط. دار صادر، ورواية الشاهد هكذا:
لو شئت قد نقع الفؤاد بمشرب ... يدع الحوائم لا يجدن غليلًا