كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)
أو يَنْجَحِرْ فَالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ ... ................................
وهو من الرجز.
قوله: "قدني" يعني: حَسْبِي، قوله: "من نصر الخبيبين" تثنية خُبَيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره باء موحدة أيضًا، وهو خبيب بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام - رضي اللَّه تعالى عنهم - وكان عبد اللَّه يكنى بأبي خبيب، وأراد بهما عبد اللَّه بن الزبير وأبنه خبيبًا المذكور، ويقال: أراد بهما عبد اللَّه وأخاه مصعب بن الزبير بن العوام، ويروى الخبيبيين على صيغة الجمع (¬1)، قال ابن السكيت: على إرادة عبد اللَّه ومن كان على رأيه، وكلاهما تغليب (¬2)، ويحتمل على الجمع أن يريد مجرد أصحاب عبد اللَّه على أن الأصل: الخبيبين ثم حذف الياء كقولهم: الأشعرين، وقوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} [الشعراء: 198]، فإنه ليس جمعًا لأعجم؛ لأنه تلحقه الياء؛ لأنه أفعل فعلاء كأحمر وأسود (¬3)، ورد ابن السيد في شرح الكامل رواية التثنية بأن حميدًا قال هذا الشعر عند حصار طارق، ومصعب مات قبل ذلك بسنين.
قوله: "قدي" بمعنى: حسبي أيضًا، قوله: "بالشحيح" أي: ليس الإمام بالبخيل " الملحد" أي: الجائر المائل عن الحق، ويقال: الملحد: الظالم في الحرم، قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} (¬4) [الحج: 25].
قوله: "وَلا بِوَتْن" بفتح الواو وسكون التاء المثناة من فوق وفي آخره نون؛ بمعنى واتن، يعني: ولا بدائم ثابت بأرض الحجاز مفرد، ويقال للماء المعين الدائم الذي لا يذهب: واتن، وكذلك واثن بالثاء المثلثة. قوله: "مَحْكِد" بفتح الميم وكسر الكاف؛ وهو المحتد وهو الأصل.
الإعراب:
قوله: "قدني" في محل الرفع على الابتداء، قوله: "من نصر الخبيبين" في محل رفع على
¬__________
(¬1) الخزانة (5/ 391).
(¬2) اللسان، مادة: "خبب"، والخزانة (5/ 391).
(¬3) قال القرطبي: "ومن (الأعجمين) قوله: فقيل: أنه جمع أعجم، وفيه بُعْد؛ لأن ما كان من الصفات الذي مؤنثه فعلاء لا يجمع بالواو والنون ولا بالألف والتاء ولا يقال: أحمرون ولا حمراوات وقيل: إن أصله الأعجميين .. ثم حذف ياء النسب، وجعل جمعه بالياء والنون دليلًا عليها، قال أبو الفتح عثمان بن جني وهو مذهب سيبويه". ينظر الجامع لأحكام القرآن (13/ 139).
(¬4) وتمامها: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.