كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

الإعراب: ظاهر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أبو حفص عمر" حيث قدم الكنية على الاسم؛ لأنه لا ترتيب بين الكنى والأسماء (¬1) كما أنه قدم الاسم على الكنية في البيت الآتي:

الشاهد السادس والثمانون (¬2) , (¬3)
وما اهتَزَّ عَرْشُ الله مِنْ أَجْلِ هَالِكٍ ... سَمِعْنَا بِهِ إلا لسَعْدِ بنِ أَبِي عَمْرِو
أقول: قائله هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي [ثم من بني مالك بن النجار] (¬4) يكنى أبا الوليد، وقيل: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبا الحسام؛ لمناضلته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولتقطيعه أكباد (¬5) المشركين، ويقال له: شاعر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - (¬6).
توفي قبل الأربعين في خلافة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وقيل: بل مات سنة خمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة لم يختلفوا في عمره، وأنه عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام، وكذلك عاش أبوه ثابت، وجده المنذر، وأبو جده حرام، عاش كل منهم مائة وعشرين سنة، ولا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد، عاش كل منهم مائة وعشرين سنة غيرهم.
والبيت المذكور من الطويل.
قوله: "هالك" أي: ميت، وأصل الهلاك السقوط، يقال هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكًا وهُلُوكًا ومَهْلَكًا ومَهْلِكَا ومَهْلُكا وتَهْلُكَةً. والاسم الهلك بالضم، وقال اليزيدي (¬7): الهلكة من نوادر
¬__________
(¬1) وذلك لأن الكنية لم تكن علمًا في الأصل، وإنما عادة العرب أن يدعوا الإنسان باسمه، وإذا ولد له ولد دعي باسم ولده توقيرًا له. ينظر ابن يعيش (1/ 27).
(¬2) أوضح المسالك لابن هشام (1/ 92).
(¬3) البيت من بحر الطويل، نسب لحسان بن ثابت، وهو غير موجود في ديوان حسان بن ثابت، ط. دار الكتب العلمية، أولى (1986 م)، ودار المعارف، والبيت في رثاء سعد بن معاذ الصحابي الجليل، وانظر البيت في التصريح (1/ 121)، وحاشية الصبان (1/ 119).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬5) في (أ): أعراض.
(¬6) الشعر والشعراء (60) وما بعدها.
(¬7) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد اليزيدي النحوي، سكن بغداد، وألف مختصرًا في النحو وغيره (ت 202 هـ). بغية الوعاة (2/ 340).

الصفحة 356